fbpx

مذيعة تلفزيونية عرّابة لصفقة "داعش"مع مختطفي السويداء السورية

تعيش مدينة السويداء جنوب سوريا حالة غضب شعبي منذ أول أمس بعد إعلان مقاتلي تنظيم “داعش”، عن إعدام الشابة ثروت أبو عمار التي كانت ضمن مجموعة فتيات من أبناء مدينة السويداء رمياً بالرصاص، بعدما تمَّ اختطافها مع أُخريات في 25 شهر يوليو/تموز من العام الجاري. واعتبر بعض ناشطي السويداء المعارضين للنظام السوري، الحادثة المؤسفة بـ”سكين غدر بحق الشيخ الحجّار قائد مشايخ الكرامة”. وكانت مفاوضات تجري حول إطلاق سراح أولئك المختطفات، لكنها على ما يبدو باءت بالفشل وانتهت بإعدام أبو عمار، إذ لم تكن تلك المفاوضات معلنة بشكل رسمي نتيجة تخوف الأهالي من نشر معلومات قد تضر أولئك المختطفات وتؤثر سلباً على مصيرهن. ووفق معلومات حصلت تداولها الأهالي فإن “النظام السوري هو المتسبب الوحيد في هذه الحادثة بعد رفضه إطلاق سراح بعض مقاتلي “داعش” في معتقلاته، وإيقاف الحملة العسكرية ضده في بادية السويداء مقابل الإفراج عن أولئك المختطفات”. وكان من المقرر الإفراج عن مختطفات السويداء بعدما أطلق “رجال الكرامة” رهائن البدو الذين تم اعتقالهم بعد هجوم “داعش” على ريف السويداء على أمل مبادلتهن، لكن ما جرى أن رهائن البدو عادوا لذويهم، فيما أعدم التنظيم أبو عمار. وكان التنظيم قد طالب النظام بالإفراج عن رهائن البدو، وهو ما حصل بالفعل، لكن دون أن يتم تحديد مصير مختطفات السويداء، ما يعني أن النظام لبى مطالب “داعش” في خطوة يهدف منها لإثارة نعرات مجتمعية بين أهل السويداء وعشائر البدو في تلك المناطق، ومن المحتمل أن إعدام “أبو عمار” يأتي أيضاً للضغط على رجال الكرامة لتسليم بقية رهائن البدو وزعزعة الثقة فيما بينهم. وحيث يرتبط مشايخ العقل بالنظام، فإن فصيل رجال الكرامة الذي أسسه الشيخ وحيد البلعوس في العام 2015، وهو فصيل محلي درزي غير موالٍ للأسد، كان يهدف لاقتلاع حواجز قوات الأسد في المدينة ومنع شبابها من الالتحاق بجيشه. ولم يتسنَّ إلى الآن معرفة آلية التفاوض أو أسماء اللجنة المفاوضة، إذ لا تزال أسماؤها مجهولة حتى الساعة على الرغم من أنها تخلت عن مهامها في بيان صحافي، أبدت فيه تخوفها على مصير بقية المختطفات. وكان تنظيم الدولة قد نشر في وقتٍ سابق، شريطاً مصوراً وجه فيه نداء إلى ذوي المختطفات، وقالت إحداهن في الشريط المصور، إن “داعش يطلب من كنانة حويجة تلبية مطالبها وإلا سيتم قتل المختطفات كلهن”. كما أن التنظيم اشترط في ذلك الشريط المصوّر على النظام إيقاف العملية العسكرية ضده في منطقة الصفا ببادية السويداء. وكنانة حويجة، هي ابنة أشهر رجال المخابرات السورية السابقين، وهي إعلامية ومذيعة في فضائية نظام الأسد، ولعبت دوراً بارزاً في تنسيق عمليات تفاوض موسكو مع المعارضين السوريين بغية تهجيرهم من منطقة لأخرى. وكانت حويجة أيضاً عرّابة الاتفاق الأخير الذي تم من خلاله نقل مقاتلي التنظيم من مخيم اليرموك إلى بادية السويداء، والتي يطالبها “داعش” بتلبية مطالبه، مهددا إياها بقتل بقية المختطفات إن لم تفعل ذلك دون أن يحدد ما هي مطالبه بشكل دقيق. ويتهم بعض أهالي السويداء حويجة بإهمال ملف أولئك المختطفات وعدم الاهتمام به. وقالت مصادر مقرّبة من النائب اللبناني تيمور جنبلاط، نجل زعيم الطائفة الدرزية وليد جنبلاط في تصريحات نقلتها الوكالات إن “جهات مجهولة أرادت التفاوض حول مصير أولئك المختطفات، لكن النائب الشاب اكتشف لاحقاً أن هؤلاء الأشخاص لا يستطيعون فعل ذلك، ويحاولون فقط كسب المال في عملية احتيالٍ واضحة”. وبحسب المصدر، فإن النائب الشاب، استطاع في ما بعد فتح قنوات تفاوض مع التنظيم، لكن مقاتليه رفضوا عروضه رغم تعهده بتقديم أموال مالية كبيرة، حيث قالوا: “طلباتنا لدى النظام السوري فقط، وليست لديكم”. وكان والد النائب، الزعيم وليد جنبلاط، قد تواصل مع وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين أواخر شهر أغسطس/ آب الماضي، بشأن مختطفات السويداء لدى التنظيم، حيث اتهم جنبلاط النظام السوري بطريقة غير مباشرة بـ”السعي لإطالة أزمة المختطفات”، دون أن تغير محاولاته شيئاً من مصيرهن. وكانت جهات مجهولة أخرى، قد تواصلت مع بعض ذوي المختطفات أواخر شهر سبتمبر/أيلول من أرقام هواتف ليبية، وطالبت بتحويل مبالغ مالية كبيرة لصالح أرصدة في بنوك تركية، لكن الاتصالات انقطعت بين الطرفين بعد رفض تلك الجهات إرسال فيديوهات تؤكد أن المختطفات بخير. ووفق مصادر محلية، فإن مشايخ السويداء، قاموا باعتقال عشرات النساء والرجال الذين هم على صلة باختطاف فتيات السويداء، حيث اعترف 4 منهم خلال الشهر الماضي بارتباطهم بالنظامين السوري والإيراني، فيما أطلقوا سراح بعضهم بعد تثبيت براءتهم. وكان وزير المصالحة علي حيدر قد تعهد لمقرّبين من ذوي المختطفات بإطلاق سراحهن قبل أول أمس. ويطالب التنظيم بالإفراج عن بعض معتقليه لدى النظام، وكان قد هدد قبل إعدام أبو عمار بأربعة أيام بإعدام رهينتين لديه دون أن يلبي نظام الأسد مطالبه هذه. وقد يكون عدم تنفيذ النظام لمطالب التنظيم، يأتي لإضعاف دور مشايخ الدروز في السويداء بعد فشله في السيطرة الكاملة على مناطقهم، وعدم التحاق بعض شبانها بقوات الجيش. ويطالب ذوو المختطفات بمعرفة أسماء اللجنة المفاوضة، في ما أعلنت مرجعيات درزية استعدادها لدفع المبلغ المالي الذي يطلبه التنظيم مقابل إطلاق سراحهن دون أن تتمكن من معرفة مكان احتجازهن. وقتل التنظيم نحو 200 مدني في هجماته على ريف السويداء في يوليو الماضي، إضافة لاختطافه نحو 30 مدنياً معظمهم من الأطفال والنساء، بعد انسحاب الجيش السوري من بعض المناطق هناك وسحب السلاح من أهاليها. وكالات مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى