fbpx

في دمشق، يبحثون عن دورات المياه لا عن مصطبة إعلانات المرشحين للإدارة المحلية

نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية، المقرّبة من النظام السوري، تحقيقاً حمّلته عنوان:” الشارع لا يكترث لانتخابات مجالسه”، وفي عنوان جانبي كتبت “شخص واحد أعطانا اسماً صريحاً للمرشَّح الذي سينتخبه، وكان والده!”.
واسترسلت الصحيفة في تقريرها، لتثبت وقائع تحمل روح السخرية مما يطلق عليه النظام “عرساً ديمقراطياً “، فحسب الصحيفة “اعتقد أبو خليل اللبن أن اللّوح الخشبي الذي وُضع خلف بسطته في سوق الخضار بحي الشاغور، عائد لمدرسة الإليانس بغية وضع صور المتفوّقين عليه. سُرعان ما تذكّر أنّ العام الدراسي لا يزال في بدايته، وموعد الامتحانات بعيد “. وحين تسأله الصحيفة لماذا وُضعت هذه القطعة إذاً؟ فيقول ضاحكاً : ” كي أحرقها وأتدفّأ عليها حين يأتي الشتاء”، وتعلّق الصحيفة بالقول: “لم يكن يعلم بائع الخضار الخمسيني أن اللوحة مخصّصة لحملات دعائيّة مفترضة لمرشحي المجالس المحليّة”. بعد أيام، بدأت اللوحة باستقبال بعض الصور التي لا تشبه أبو خليل في شيء، لا شكلاً ولا مضموناً. وتعاود الصحيفة استنطاق الرجل فيؤكّد أنه لم يسمع بأي من تلك الأسماء، رغم أنّه يقطن حي الشاغور الدمشقي منذ عشرين عاماً. غير أن هذه التغييرات لا تؤثر على اقتراح أبو خليل، ويظلّ متشبّثاً به “بحرقها وبتدفا عليها. خليني استفيد منها بشي”.
وفي إحدى زوايا “معرض دمشق الدولي”، تتوزّع بضع طاولات بيضاء، في جناح “وزارة الإدارة المحليّة والتنمية”. ينتظر الموظفون الجالسون خلف الطاولات استفسارات من المواطنين حول الانتخابات المقبلة، لكنّ الجناح ظلّ بلا مراجعين ساعات طويلة، باستثناء أولئك الذين يسألون عن مياه الشرب، أو دورات المياه. على امتداد ثلاث ساعات ونصف ساعة، استوقفنا مئة واثنين وأربعين شخصاً على مدخل المعرض، لنطرح سؤالاً واحداً: “هل ستنتخب يوم الأحد المقبل؟”.. امتنع اثنان وأربعون عن الإدلاء بأي كلمة، وأجاب سبعة وخمسون شخصاً بالرفض، بينما استغرب ثلاثون شخصاً السؤال، مؤكّدين أنهم لم يسمعوا بهذه الانتخابات، وليس لديهم أي معلومات عنها. فيما ردّ ثلاثة عشر شخصاً بالإيجاب، لكن واحداً منهم فقط أعطانا اسماً صريحاً للمرشح الذي سينتخبه، وكان والده!
تجيب الطالبة الجامعية مروة الجردي عن سؤال :”من ستنتخب؟” بالقول “لا.. هل سأنتخب صورة؟”، وتضيف “بصراحة لا أعلم عن هذه الانتخابات أي شيء، لم أشاهد أي برنامج انتخابي، ولا أعرف أي مرشّح منهم”. يشاركها الرأي صديقها في “كليّة الإعلام” بجامعة دمشق طارق ميري، ويقول ;laquo;لا أعرف أحداً من أصدقائي ينوي التصويت”.
وكالات
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى