من جملة ما ابتليت به سوريا، بشقها الثوري، ما يطلقه قياديون في تشكيلات حزبية وسياسية من مواقف، لا يرجى خيرها ولا يؤمن شرها، وحتى لا نبخسها حقها قد تكون فائدتها الوحيدة أنها تستفز حالة السخرية عند عموم السوريين الذين عمهم بلاء النظام والمعارضة، وحار الموت أي الطرق – من كثرتها- يسلك إليهم. آخر ما تفتقت القريحة عنه، ما أورده القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين ملهم الدروبي، ولا أعلم إن كانت استقالته من الجماعة حقيقية أم مجرد منشور على موقع فيسبوك، فمعرفة مناصب وأدوار الكثير من شخصيات المعارضة ضمن التشكيلات التي ينتمون إليها بحاجة لعرافيين. الدروبي، وفي زحمة الأخبار عن العملية التركية شرقي الفرات، والانسحاب الأمريكي من شمال شرق سوريا بما يمثل من حضور كردي سياسي وعسكري وسكاني، أراد أن يدلوا بدلوه في الموضوع، ويبدو أن ضبابية ما ستؤول إليه الأمور انعكس على افكاره فاختار مالم يكن بالحسبان، وكان الآتي: ” أعلن أنا ملهم راتب الدروبي ونحن آل الدروبي عربٌ أباً عن جد: بالنسبة لي كرديٌ واحدٌ يشهدُ ألا إله إلا الله وأنّ محمداً رسولُ الله أفضلُ عندي من كل العرب الذين يُنكرون هذه الشهادة.”