لاتزال عقدة الكيلو مربع الأخيرة التي يتحصن فيها بضع مئات من عناصر تنظيم داعش الرافضين للاستسلام، في بلدة الباغوز شرقي محافظة دير الزور، تؤرق قادة “قوات سوريا الديقراطية” (قسد)، وتشكل معضلة أمام الإعلان عن هزيمة التنظيم في سوريا.
وفي وقت تتواصل فيه معارك شرسة في الجيب الأخير للتنظيم في الباغوز، فإن خلايا داعش تواصل ضرب عناصر “قسد”، موقعة عشرات القتلى والجرحى في صفوفها بمناطق متفرقة من شمال شرق سوريا، لا سيما في دير الزور .
وخلال الأسبوع الماضي خرجت تصريحات يومية من قادة “قسد” تؤكد على قرب إعلان “الانتصار” على تنظيم داعش، مرجعين سبب تأخير الإعلان، يعود لإجلاء المدنيين من الجيب.
واعلنت الميلشيا أمس الأول الجمعة، انطلاق المعركة النهائية ضد التنظيم في البقعة الأخيرة التي يسيطر عليها داعش في الباغوز، بعد إجلاء أخر دفعة للمدنيين من الجيب ، وفق ما ذكر متحدث باسم ميليشيا”قسد” ذات الغالبية الكردية.
ونقل عن مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لـ”قسد” المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة واشطن، قوله، إن “القوات تقدمت صوب جيب تنظيم داعش، الذي يقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات في الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي بعد خروج آخر دفعة من المدنيين”.
وأضاف: “بعد أن استكملت قواتنا إجلاء المدنيين من الباغوز وتحرير مقاتلينا الذين كانوا مختطفين لدى داعش، لم يتبق في بلدة الباغوز إلا الإرهابيون”، مؤكداً بأن قواته “بدأت بالتحرك العسكري والاشتباك مع الإرهابيين لاستكمال تحرير البلدة نهائياً”.
لكن بعد تصريح “بالي” بيوم واحد، عاد وخرج مدنيين أمس السبت، قدر عددهم بنحو 500 شخص بينهم قرابة 200 عنصراً من التنظيم، فروا من مخيم الباغوز وسلموا أنفسهم لـ “قسد” في محيط البلدة، وفق ما ذكرت مصادر محلية لمرصد مينا.
وبحسب المصادر، فإن الخارجين الجدد أبلغوا “قسد” عن قيام عناصر داعش الذين بقوا بالجيب المحاصر بقتل 30 من زملائهم بسبب رغبتهم بالمغادرة والاستسلام.
وقالت المصادر إن الفارين من مناطق سيطرة داعش إلى مناطق سيطرة “قسد”، يتم نقلهم إلى حقل “التنك” النفطي بدير الزور، وإخضاعهم للتفتيش والبحث عن مطلوبين بينهم، لافتة إلى أن “قسد” تقوم بعد ذلك بنقلهم إلى سجون معدة لاحتوائهم في الحسكة، بينما تنقل النساء والأطفال إلى مخيم الهول شرقي الحسكة.
واليوم الأحد، تجددت الاشتباكات العنيفة بين التنظيم و “قسد” مدعومة بقوات التحالف الدولي في بلدة الباغوز في محاولة من “قسد” كسر الخطوط الأمامية للتنظيم وسط مقاومة شرسة من عناصره.
في حين فجّر عنصر انتحاري من داعش سيارة مفخخة في تجمع لقوات “قسد” على أطراف بلدة “الباغوز”، مساء السبت، خلفت عشرات القتلى والجرحى، بحسب مصادر مينا.
من جهة ثانية، واصلت خلايا داعش ضرب عناصر “قسد” في هجمات مباغتة، ما تسبب بمقتل المزيد من عناصر الميليشيا.
وذكرت مصادر محلية، أن 17 عنصراً من “قسد لقوا مصرعهم، الأحد، في هجومين منفصلين من قبل عناصر التنظيم، قامت بها مجموعتين ضد تجمعات لـ”قسد” في بلدة البصير بريف دير الزور الشرقي.
وبحسب وكالة”أعماق” الذراع الإعلامية لداعش فأن عناصر التنظيم فجروا دراجة نارية مفخخة في البصيرة، صباحاً، ما أسفر عن مقتل 13 عنصراً من “قسد” وإعطاب آليتين.
كما قتل أربعة عناصر لـ “لقسد” جراء هجوم شنه مجهولون يُرجح أنهم تابعين لداعش على نقطة عسكرية لقسد قرب محطة مياه مدينة البصيرة، صباح الأحد.
وأِشارت المصادر، إلى أن هذا الهجوم يعد الثالث من نوعه الذي استهدف حواجز ونقاط “قسد” بريف دير الزور الشرقي خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية.
ويأتي هذا، في وقت عثرت فيه “قسد” على أربعة من عناصرها، مذبوحين في محطة رفع المياه بالقرب من البصيرة، أمس، من المُرحج أن تكون خلايا تنظيم داعش هي من اعدمتهم، وفق المصادر.
من جانب آخر، اطلق عناصر يُرجح أنهم يتبعون داعش، النار على سيارة عسكرية لـ”قسد” ذات في بلدة الصبحة،السبت، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا.
إلى ذلك، ذكرت المصادر أن قيادي في “قسد”، لقي مصرعه ايضاً السبت، بإطلاق النار عليه من قبل مجهولين قرب بلدة الحوايج شرق دير الزور، مشيرة إلى أن مجهولين يستقلان دراجة نارية أطلقوا النار على سيارة “شاطر داوود السرحان” المتحدر من قرية ضمان شرق دير الزور، ما تسبب بمقتله على الفور، ثم لاذوا بالفرار.
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.