السيسي وآبي أحمد يلتقيان في سوتشي

التقى الرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي” برئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” اليوم الخميس، على هامش منتدى أعمال القمة الروسية الإفريقية المنعقدة في مدينة “سوتشي” الروسية، والتي يشارك بها الزعيمان إلى جانب عدد من القادة والرؤساء.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد علي” قد أثار ضجة بتصريحات أول أمس الثلاثاء، قال فيها أن “لا قوة ستمنع بلاده من بناء سد النهضة” مشددا على أن بلاده ستبني السد للاستفادة من مواردها، لا لإلحاق الأذى بالآخرين، وتابع قائلا إن المشروع لن يلحق أضرارا كبيرة بدول المصب.

وعقبت وزارة الخارجية المصرية ببيان رسميعبرت فيه عن: “صدمتها ومتابعتها بقلق بالغ وأسف شديد التصريحات التي نُقلت إعلامياً ومنسوبة لرئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي: “إذا ما صحت هذه التصريحات، والتي تضمنت إشارات سلبية وتلميحات غير مقبولة حول كيفية التعامل مع ملف سد النهضة، إذ لم يكن من الملائم الخوض في أطروحات تنطوي على تناول لخيارات عسكرية”.

كما ورد في بيان وزارة الخارجية المصرية رد على التصريحات الإثيوبية، أنها تلقت دعوة من الإدارة الأميركية إلى اجتماع لوزراء خارجية الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن، وأعربت القاهرة عن قبولها الدعوة في مسعى منها “لكسر الجمود الذي يكتنف المفاوضات”.

وكانت المفاوضات حول سد النهضة وصلت بين إثيوبيا ومصر إلى طريق مسدود، وبدأ التصعيد من الطرفين، حيث رفع الإعلام المصري الموالي للنظام من وتيرة تهديداته وتلميحاته بالخيار العسكري لمنع أديس أبابا من الإضرار بحصة مصر من مياه النيل، لترد إثيوبيا بتحذير شديد اللهجة مؤكدة أنه لا توجد قوة يمكنها منعها من إكمال السد.

واقترحت مصر -التي تعتبر النيل شريان الحياة- على إثيوبيا إطلاق 40 مليار متر مكعب من المياه كل عام، وإطلاق مزيد من المياه إذا انخفض منسوب المياه خلف السد العالي جنوبي مصر إلى حدود 165 مترا، لكن إثيوبيا رفضت الاقتراح دون نقاش وقالت إنه ينتهك سيادتها، كما ينتهك الاتفاقية الموقّعة مع مصر والسودان حول الاستخدام العادل والمعقول لمياه نهر النيل.

وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء في الأساس. أما مصر -التي تحصل على نحو 90% من احتياجاتها من المياه العذبة عبر نهر النيل- فتتخوف من التأثير السلبي لملء خزان السد على تدفق حصتها السنوية من المياه، وتسعى إلى تدخل دولي عبر طرف رابع (إلى جانب كل من إثيوبيا والسودان) لاستئناف المفاوضات، وهو ما ترفضه أديس أبابا أيضا، وتعتبر أن لا مبرر له.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

Exit mobile version