
مرصد مينا
وجّه رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي رسالة مطولة إلى رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، دعا فيها إلى فتح تحقيق “جدي وشفاف” حول ما اعتبره “تسريبات وحملات تشويه منظمة” استهدفته وشخصيات بارزة من مساعديه خلال فترة توليه رئاسة الحكومة بين مايو 2020 وأكتوبر 2022.
ووفق نص الرسالة، المتداول منذ مساء الثلاثاء على منصات إعلامية محلية ودولية، فإن الكاظمي أرسلها أيضاً إلى معظم الشخصيات والجهات الفاعلة في المشهد السياسي، ومن بينهم رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها محاولة لحشد موقف رسمي لوقف الحملات التي وصفها بـ”المتعمدة”.
خلفية التسريبات
تأتي رسالة الكاظمي عقب تداول ما قيل إنها “اعترافات” منسوبة إلى ضياء الموسوي، المدير السابق في جهاز المخابرات وأحد مساعدي الكاظمي، تضمنت اتهامات بعمليات فساد وابتزاز تورط فيها الفريق أحمد أبو رغيف، الرئيس السابق لـ”لجنة الأمر الديواني 29″ التي شُكلت بقرار من الكاظمي لملاحقة قضايا الفساد الكبرى.
غير أن اللجنة واجهت انتقادات واسعة، وتم حلّها مع تولي السوداني رئاسة الحكومة، كما أُحيل عدد من ضباطها إلى التحقيق، بينهم أبو رغيف نفسه.
لكن مصادر قانونية شككت في الاعترافات المسربة، مؤكدة أنها “خالية من التواقيع الرسمية ولا تحمل تواريخ محددة، ولا ترتقي إلى مستوى الوثائق المعتمدة”.
اتهامات الكاظمي
وفي رسالته، أشار الكاظمي إلى أن “قوى سياسية بدأت منذ وقت مبكر من ولايته بزرع صور مشوهة وأفكار مدسوسة في أذهان الناس، مستغلة الفضاءين السياسي والإعلامي لخلق واقع افتراضي من الكراهية والتضليل”.
وأضاف أن “موجة جديدة من حملات الشيطنة طالتني بشكل مباشر عبر ما يسمى (التسريبات)، وهي مواد مفبركة تفتقر إلى أبسط معايير المصداقية، نُفذت بغرض التشهير والانتقام السياسي والتصفية المعنوية”.
كما حمّل الكاظمي جهات رسمية مسؤولية غير مباشرة، قائلاً إن “الأخطر هو أن تُسخّر أدوات الدولة لخدمة أجندات انتقامية أو نزعات فردية لا تعبأ بمصلحة الوطن، وتتجاوز الأعراف والقيم لأجل تنافس سياسي هابط قائم على الأكاذيب والفبركات”.
“خزائن الوثائق”
رغم تصاعد الحملات ضده، أكد الكاظمي أنه لم يستخدم ما سماه “خزائن الوثائق والأسرار” التي بحوزته للرد على خصومه، مشيراً إلى أن بإمكانه، لو أراد، أن “يلجأ إلى نفس الأساليب لكشف أوراق قد تعزز صورته وتضرب خصومه”، لكنه امتنع عن ذلك حفاظاً على “المصلحة الوطنية”، حسب قوله.
حملات متواصلة
يأتي ذلك في وقت يتعرض فيه الكاظمي، الذي لن يشارك في الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر المقبل، إلى موجة متواصلة من الانتقادات وحملات التشويه، يُعتقد أن أطرافاً في الإطار التنسيقي تقف وراءها، خاصة بعد خلافاته خلال ولايته مع بعض الفصائل المسلحة المرتبطة بـ”الحشد الشعبي”، التي وصلت إلى حد اقتحام “المنطقة الخضراء” وحرق صوره عام 2021.
مخاوف من “هاوية سياسية“
وختم الكاظمي رسالته بالتحذير من خطورة استمرار هذه الحملات، قائلاً: “إنها ستقود البلاد إلى هاوية أخلاقية وسياسية خطيرة، وإذا استمرت الأمور بهذا الشكل، فقد نصل إلى لحظة لا تنفع فيها البيانات ولا الوساطات، ويدفع العراقيون جميعاً ثمن هذا العبث الممنهج”، كما قال.