العراق يقلص استخدام المياه في الزراعة لمواجهة أسوأ أزمة جفاف منذ 90 عاماً

مرصد مينا

أعلنت وزارة الزراعة العراقية، الأحد، عن تقليص كبير في استخدام المياه المخصصة للزراعة بنسبة تصل إلى 60%، في خطوة تهدف لمواجهة التحديات الناتجة عن الجفاف والتغيرات المناخية التي تواجه البلاد.

وقال وكيل وزارة الزراعة، مهدي سهر، إن الوزارة تركز بشكل كبير على تنفيذ سياسة زراعية مستدامة من خلال دعم البحوث العلمية لاستنباط أصناف زراعية تتحمل ظروف الجفاف والملوحة والتغيرات المناخية، بهدف زيادة الإنتاجية وتقليل استهلاك المياه.

وأوضح سهر أن هذه الجهود تشمل خمسة برامج بحثية وطنية تعمل على تطوير أصناف متعددة من المحاصيل الأساسية مثل الأرز، والقمح، والشعير، والذرة الصفراء، وفول الصويا، موضحًا أن هذه البرامج أثمرت عن استنباط أصناف عالية الإنتاجية تتحمل الظروف البيئية القاسية.

وأضاف أن العراق شهد انخفاضاً ملحوظاً في المساحات المروية باستخدام مياه نهري دجلة والفرات، حيث تم تقليصها بنسبة تقارب 60%، في الوقت الذي ارتفع فيه إنتاج القمح بشكل كبير، حيث بلغ 3 ملايين طن في موسم 2023، وارتفع إلى أكثر من 5 ملايين طن في 2025.

وأشار وكيل الوزارة إلى إطلاق برنامج وطني لإكثار بذور الخضراوات المدعومة، والذي يهدف إلى توفير بذور عالية الجودة للمزارعين بأسعار مدعومة، بالتعاون مع صندوق دعم البذور التابع للمجلس الوطني للبذور، الذي يمول مشاريع البحث العلمي الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي في العراق.

ويعيش العراق أزمة جفاف غير مسبوقة تعد الأسوأ منذ أكثر من 90 عاماً، حيث سبق أن حذرت وزارة الموارد المائية من تداعيات خطيرة تهدد المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في البلاد.

وأكدت الوزارة أن هذا العام هو الأكثر جفافاً منذ عام 1933، مشيرة إلى أن إيرادات نهري دجلة والفرات تراجعت إلى 27% فقط مقارنة بالعام الماضي، كما انخفض مخزون المياه في السدود والخزانات إلى 8% من طاقتها التخزينية، ما يمثل تراجعاً بنسبة 57% عن العام السابق.

وحذر خبراء من أن استمرار هذه الأزمة دون إيجاد حلول مبتكرة سيؤدي إلى تبعات وخيمة على قطاعات متعددة، داعين السلطات إلى العمل بشكل عاجل على تطوير استراتيجيات فعالة للتكيف مع التغير المناخي وتخفيف آثاره السلبية على الموارد المائية والاقتصاد الوطني.

Exit mobile version