لو حدثت الفوضى؟! والفوضى في لبنان تعني أن يقف شارع مقابل شارع، وأن يتحوّل الجيش من مؤسسة وطنية جامعة، إلى مؤسسة متشظية، وكل ما سبق احتمالات واردة أقلّه أن لبنان في اليوم التاسع من انتفاضته، تحوّل إلى:
– شارع يعد بأن لا يخرج من الشارع.
– سلطة متشبثة بالبقاء مع تقديم اصلاحات، في جوهرها رهن البلاد للمؤسسات الدولية، لتسديد ديون البلاد.
-الثالث الخفي، وهو الأخطر، والذي يمكن نعته بـ “الصياد”، “القنّاص”، ما شئت من التسميات، وهو الثالث الاخطر وكان السيد المسيح قد قالها:”كل ظاهر هو نور، والعلّة في المكتوم”، والمكتوم هذا لا بد متوفر، أو سيتوفر، أو في طريقه إلى الوفرة.
ونعود إلى السؤال:
ـ من الرابح فيما لو حدثت الفوضى؟
بمنتهى البساطة اثنان مستفيدان من الفوضى:
ـ لصوص البلد، أولئك الذي تعفيهم الفوضى من المطاردة، من المحاسبة، من القضاء فيما لو استعاد القضاء كرامته وعافيته.
ـ وحزب الله.
بالنسبة للصوص، الأمر مفهوم ومن السهل قراءته، فحسابات هؤلاء في البنوك الخارجية، وكذلك مصالحهم وشركاتهم وارتباطاتهم.
ولكن ماذا عن حزب الله؟
التنظيم الوحيد في لبنان والذي يمتلك كتلة سكانية صلبة موالية (شبه عمياء) في تسليمها له هو حزب الله، والحزب الوحيد مالك السلاح وخبير السلاح هو حزب الله، والحزب الوحيد الممتد على تحالف سينهار برمته ان انهار حزب الله، هو حزب الله ونقصد بالتحالف ذلك التحالف الذي تقوده ايران والممتد الى سوريا / العراق / وصولاً لليمن، وإذا ما وقف السلاح امام السلاح أو بمواجهة السلاح، فما سيحدث هو التالي:
-سيكون الجنوب تحت سطوة حزب الله، وسيكون البقاع الغربي بامتداده نحو سوريا تحت سطوة حزب الله، وسيكون مشروع الدويلة ناجز بجغرافيته، فيما ستكون بقية القوى متناحرة ومتصارعة، فـ:
ـ البيئة المسيحية مشرذمة ومتناثرة وممزقة ومتناحرة.
ـ البيئة السنية هي كذلك عداك عن تاريخها وهو تاريخ خارج لعبة السلاح.
أما الدروز فلابد لهم من العودة الى التناحر المعلن بعد أن كان تناحرها متكتمًا عليه.
الفوضى ممكنة، وتدق أبواب لبنان، والرابح منها، أو لنقل الأقل خسارة فيها هو حزب الله وبطبيعة الحال مع حليفه حركة امل.
كل الخطورة ستكون في الفوضى، ومن يدعو الى الخراب ومن ثم البناء على الخراب، بطريقة أو بأخرى يعمل لحساب حزب الله.
الشارع اللبناني اليوم، أفرز قوى وشخصيات مازالت خارج الأضواء.. شخصيات وطنية، عارفة، عاقلة، قادرة بدعم الشارع.
خلاص لبنان في وضع سقف للأهداف.. سقف لأهادف الشارع وثورة الشارع.
غير ذلك سيكون مصيره كما مصير جارته سوريا، وفي أحسن الأحوال كما حال العراق، وفي العراق هانحن نرى حرائب “عصائب أهل الحق”.
حرائب تبقر بطون الحوامل وترتكب كل البشاعات، وهي تسند كتفها إلى إيران.
وحده العقل، يصون دم اللبنانيين، ويخسر حزب الله معركته التي ستأخذه من الفوضى الى الدولة.
دولة حزب الله.
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©