حل وسط مرتقب لأزمة مشاركة الرئيس السوري في قمة بغداد

مرصد مينا

أكدت مصادر دبلوماسية عربية أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيُوجَّه إليه دعوة رسمية لحضور القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في العاصمة العراقية بغداد في 17 مايو المقبل.

ورغم تأكيد الدعوة، فإن هذه المصادر رجّحت أن يتم الاتفاق على أن يرأس وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وفد بلاده في القمة، كحل وسطي لتجاوز الخلافات الداخلية في العراق بشأن مشاركة الشرع.

وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد رحّب منتصف أبريل الحاري بحضور الرئيس السوري، قائلاً: “الرئيس السوري أحمد الشرع مُرحّب به في بغداد”.

إلا أن هذا الترحيب أثار موجة اعتراضات داخل البرلمان العراقي، حيث أعلن نواب من الكتل الشيعية جمع نحو 50 توقيعاً للاعتراض على “سرية” لقاء السوداني مع الشرع في الدوحة، وطالبوا بمنع مشاركته في القمة.

تحفظات داخلية عراقية

وأشارت المصادر إلى أن حضور الشرع قد يثير توترات في أجواء القمة، لا سيما مع تصاعد الرفض الشعبي العراقي خاصة لهذه الخطوة، وهو رفض لا يقتصر على الأطراف الشيعية فقط، بل يشمل شرائح أوسع، وفقاً للتسريبات المتعلقة بلقائه بالسوداني في الدوحة.

حالة الانقسام هذه تتجلى في مواقف القوى السياسية داخل “الإطار التنسيقي”، حيث تعارض فصائل مسلحة وحزب “الدعوة الإسلامية” حضور الشرع، في حين تلتزم قوى أخرى كتيار “الحكمة” وائتلاف “النصر” بالصمت أو تبدي موافقة ضمنية.

الخيار البديل

تُرجّح المصادر أن يكون تمثيل سوريا في قمة بغداد عبر وزير الخارجية أسعد الشيباني، كحل توافقي يجنّب العراق والساحة العربية أي تصعيد سياسي أو شعبي محتمل.

وأشارت إلى أن أطرافاً إقليمية أوصلت هذا الاقتراح إلى الجانب السوري، وسط تأكيد بأن كثيراً من الدول العربية تتعامل مع الإدارة السورية الجديدة كأمر واقع، رغم تحفظات قائمة.

وقالت المصادر إن “هناك توافق عربي على دعم الدولة السورية ودعم سيادتها، ولكن قد يكون هناك بعض التحفظات على شكل الإدارة السورية الجديدة”.

عودة سوريا للجامعة وتعقيدات الحضور الرئاسي

كانت سوريا قد استعادت مقعدها في جامعة الدول العربية في مايو 2023، بعد تعليق عضويتها منذ 2011، وشارك الشرع بعدها في القمة العربية الطارئة بشأن فلسطين التي عُقدت في القاهرة في مارس الماضي.

رغم ذلك، لم تُعلّق الأمانة العامة للجامعة العربية على الجدل الداخلي في العراق بشأن الشرع، حيث اعتبر السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن ما يدور في بغداد هو شأن داخلي عراقي، مؤكداً أن الجامعة ستوجه الدعوة لرئيس الدولة السورية كما هو متّبع مع جميع الدول الأعضاء.

وتواصل الحكومة العراقية استعداداتها اللوجستية لاستضافة القمة، حيث توجه ثلاثة وزراء هم: وزير الخارجية فؤاد حسين، ووزير الداخلية عبد الأمير الشمري، ووزير التخطيط محمد تميم، إلى عدد من الدول العربية لتسليم دعوات القمة.

وأكد رئيس الحكومة أن العراق عازم على إنجاح القمة من أجل مناقشة قضايا المنطقة ووضع آليات تعاون جديدة.

اجتماعات تمهيدية في القاهرة

وفي سياق التحضيرات، استضافت جامعة الدول العربية بالقاهرة اجتماع الدورة 163 لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين.

وتسلّم الأردن رئاسة الدورة من اليمن، وقال السفير الأردني أمجد العضايلة إن “الأمة العربية تمر بمرحلة خطيرة”، مشدداً على أن القضية الفلسطينية تبقى جوهر الصراع.

كما أكد أن الجامعة ستسعى لتكثيف العمل الدبلوماسي من أجل وقف الحرب وإطلاق جهود إعادة الإعمار، تزامناً مع إطلاق أفق سياسي يهدف إلى حل شامل على أساس حل الدولتين.

وناقش المندوبون الدائمون أيضاً الوضع السوري، حيث جرى التأكيد على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها، وسط دعوات لتبني مقاربة جديدة تجاه الوضع هناك، بما يتماشى مع تطورات المرحلة الراهنة.

Exit mobile version