مرصد مينا – هيئة التحرير
خلافاً لما تعلنه سلطات النظام السوري، حول الإصابات المسجلة بفيروس كورونا، يكشف الناشط السوري، “محمد”، اسم مستعار، لمرصد مينا عن واقع مأساوي يعيشه الشعب في ظل تفشي الوباء، مؤكداً أن الوباء قضى على عوائل بأكملها، خاصةً مع انهيار النظام الصحي بشكلٍ كامل.
وكان نظام “الأسد” قد أقر حتى الآن، بوجود 2008 حالات إصابة حتى مساء أمس الخميس، توفي 82 حالة وشفيت 460 حالة أخرى.
عوائل كاملة قضت بالوباء
يؤكد الناشط “محمد” في حديثه مع مرصد مينا، أن الحالة الوبائية وصلت إلى حد إصابة عوائل بكاملها، ولم تعد على نطاق إصابة الأفراد، مضيفاً: “أعرف عوائل في العاصمة دمشق قضى ثلاثة أو أربعة من أفرادها بالوباء، خاصةً وأن المستشفيات الخاصة والعامة على حد سواء لم تعد تستقبل أي حالات، لاسيما في ظل النفص الحاد جداً في المنظومة الطبية”.
كما يؤكد “محمد” بأن مئات المصابين متكدسين أمام المستشفيات، منذ أيام، ناقلاً عن أحد الأطباء في مستشفى حكومي، بأن المستشفيات كافة ليس لديها ما تقدمه من خدمات للمرضى، مؤكداً على أن المستشفيات السورية غير مجهزة على الإطلاق لمواجهة الوباء من حيث التجهزات أو عدد الأسرة لاستقبال المرضى، بالإضافة إلى ضعف معلومات الكوادر الطبية عن طبيعة المرض وطرق التعاطي معه وسوء مراكز الحجر.
إلى جانب ذلك، يسرد “محمد” لمرصد مينا، بعض القصص عن حالات الإصابة الجماعية، لافتاً إلى أن أسرة أحد أصدقاءه قضى منها ثلاثة أفراد بالوباء التاجي، هم أمه وشقيقيه، الذين توفوا على مدار ثلاثة أيام متتالية، دون أن يجدوا مستشفيات تستقبلهم أو تقدم لهم العلاج.
ويضيف “محمد”: “إحدى العوائل من أقربائي أيضاً أصيب منها 5 أفراد بشكل متتالي بداية من الأم، التي تعاني من عدة أمراض، وجميعهم لم يجدوا أي أماكن في المستشفيات، ليقضوا فترة المرض داخل المنزل، ما عزز من انتقال العدوى بينهم بشكل كبير، أما الأمر الأكثر مرارة فإن المصابين الخمسة لم يجدوا سوى منفسة واحدة لهم جميعاً حصلوا عليها بعد واسطات بذلها أحد الأطباء من أقاربنا، ليتم منحها للأم على اعتبار أنها الأكبر سناً والأكثر معاناةً من المرض.
من داخل المستشفيات .. إحصائيات غامضة
مع ارتفاع وانتشار معدل الإصابة والعدوى، يؤكد أحد أطباء مستشفيات دمشق، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، استحالة تحديد عدد المصابين في سوريا، بسبب ضخامة عدد الحالات وخوف الأطباء من تشخيص الحالات على أنها كورونا، بالإضافة إلى أن آلاف المرضى والمصابين بقوا في منازلهم في ظل عدم استقبالهم في المستشفيات.
وكانت حكومة النظام السوري قد أعلنت عن وفاة 31 طبيباً ومسعفاً جراء إصابتهم بكورونا، منذ انتشار الفيروس في البلاد قبل أشهر.
إلى جانب ذلك، يكشف الطبيب لمرصد مينا، وجود توجيهات من المؤسسات الأمنية للكوادر الطبية في كافة المستشفيات العامة والخاصة، بعدم تشخيص الأعراض لدى المصابين على أنها إصابات بكورونا، وإصدار شهادات الوفاة والتشخيص على أنها التهابات رؤية وأمراض تنفيسة أخرى، مشيراً إلى تلك السياسة ساهمت إلى حد كبير في تفشي الوباء وانتشاره، خاصةً وأن عمليات الدفن للمتوفين بوباء كورونا تحتاج إلى إجراءات خاصة لمنع انتقل الفيروس إلى المشيعين.
في السياق ذاته، يحذر الطبيب من كارثة إنسانية في سوريا قد تتجاوز آثارها ما تعرضت له البلاد طيلة سنوات الحرب، مشدداً على أن أكثر من نصف المصابين بالوباء مهددين بمضاعفات كبيرة نتيجة غياب الرعاية الطبية والجدية لدى كوادر المستشفيات في التعاطي مع الحالات الواصلة إليها.
كما يشير الطبيب إلى أن سوريا اليوم تحولت إلى مجموعة بؤر من المرض والوباء، أكبرها وأشدها في العاصمة دمشق وريفها بالإضافة إلى العاصمة الاقتصادية، حلب، لافتاُ إلى أن إمكانية أن تكون هناك مناطق سجلت إصابات أكثر من الاصابات في دمشق، إلا أن حالة التشديد الأمني وسياسة التعتيم المتبعة تمنع الوصول إلى البيانات الحقيقية والفعلية عن الإصابات.