من جهتهم، سعى قادة الاتحاد الأوروبي إلى إظهار علامات القوة ورباطة الجأش قبل ساعات من خروج بريطانيا من التكتل بريكست يوم الجمعة الماضي، وقالوا إن الدول الباقية في الاتحاد، وعددها 27 دولة، قادرة على التصدي لتغير المناخ ومتطلبات التحول التكنولوجي على الرغم من انسحاب دولة عضو منه للمرة الأولى.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير ليين في مؤتمر صحفي في بروكسل قبيل انسحاب بريطانيا “علمتنا تجربتنا أن القوة لا تكمن في العزلة الرائعة بل في اتحادنا الفريد”.
ومضت تقول “التحديات التي تواجهها أوروبا والفرص التي تستطيع أن تقتنصها لم تتغير بسبب بريكست” مضيفة أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يركز على أن يأخذ زمام المبادرة عالميا في مجالات التصدي لتغير المناخ والثورة الرقمية والهجرة.
ولوّح الأوروبيون بقسوة مرحلة ما بعد الخروج حيث قال الاتحاد الأوروبي لبريطانيا اليوم إنها لا يمكنها توقع “الدخول الأعلى نوعية إلى السوق الواحدة (الأوروبية)” ما لم تتبن معايير الاتحاد الأوربي في مجالات البيئة وحقوق العمال والضرائب والمساعدات التي تقدمها الدولة.
وقال القادة الأوروبيون، ومن بينهم فون دير ليين، في مقال نشرته وسائل إعلام أوروبية “دون الحركة الحرة للناس لن تكون هناك حركة حرة لرأس المال والسلع والخدمات”.
في ذات السياق، وصف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، رحيل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بـ “الصدمة”، مشددا على ضرورة التمسّك بأوروبا وبناء شراكة جديدة قوية مع بريطانيا.
وقال ماكرون في كلمة مسجّلة قبل ساعات قليلة من موعد البريكست “رحيل بريطانيا يعد صدمة، فلأول مرة منذ 70 عاما هناك بلد يترك الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف “الشعب البريطاني اتخذ قرارا سياديا ونحن نحترمه”، منتقدا “حملة الترويج للبريكست التي تخللتها أكاذيب وأنباء خاطئة وتضليل للرأي العام”.
ولم يخف ماكرون أسفه لترك بريطانيا للاتحاد الأوروبي حيث قال: “سأكون كاذبا إذا قلت لكم إن مستقبل أوروبا يمكن أي يُبنى بعدد أقل”.
وشدد ماكرون في كلمته على أهمية أوروبا وضرورة تعزيز الوحدة والتضامن داخل دول الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن ترك بريطانيا للاتحاد يجب أن يدفع الدول الأوروبية لكي تتصرف بطريقة مختلفة.