
مرصد مينا
يسابق قطاع غزة الوقت بين احتمالات التهدئة وتوسع رقعة الحرب، فيما يترقب الوسطاء ردّ الحكومة الإسرائيلية على المقترح الجديد لوقف إطلاق النار، في وقت بدأت فيه تل أبيب باتخاذ خطوات عملية نحو التصعيد.
وكشفت مصادر مطلعة، اليوم الأربعاء، أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس صادق مساء أمس على خطة عسكرية تهدف إلى احتلال مدينة غزة، وأصدر أوامر باستدعاء نحو 60 ألف جندي من قوات الاحتياط، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.
يأتي هذا التطور في ظل حالة من التململ المتزايد بين صفوف جنود الاحتياط، الذين يواجهون استدعاءات متكررة منذ اندلاع الحرب قبل ما يقارب العامين، الأمر الذي يعكس تغير المزاج العام داخل إسرائيل تجاه استمرار العمليات العسكرية.
فبعد موجة الحماسة التي أعقبت هجوم حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، بدأت مشاعر الإحباط تتسرب إلى أوساط الجنود.
إذ بات كثير منهم يعبّرون عن خيبة أمل من القيادة السياسية التي تدفعهم مجدداً إلى ساحة القتال، مع استعداد الجيش لشن عملية واسعة في مدينة غزة، أكبر المراكز الحضرية في القطاع، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وبحسب دراسة أجراها باحثون في الجامعة العبرية على عينة من 475 جندياً يخدمون حالياً في الجيش، أكد 26% من جنود الاحتياط أن دافعيتهم تراجعت بشكل كبير مقارنة ببداية الحرب، فيما أوضح 10% آخرون أن حماسهم تراجع بدرجة أقل.
وعند سؤالهم عن مشاعرهم تجاه العملية العسكرية المرتقبة، عبّرت النسبة الأكبر عن استياء واسع من الحكومة وطريقة إدارتها للملف العسكري ومفاوضات الأسرى.
كما أظهرت بيانات سابقة نُشرت في مارس الماضي، قبل الإعلان عن الهجوم الجديد، أن عدد جنود الاحتياط الذين التحقوا بالخدمة أقل بنسبة 30% مما يطلبه القادة العسكريون، وفق موقع “واي نت” الإسرائيلي.
وتتواصل الحرب الدموية ضد قطاع غزة التي بدأت في أكتوبر 2023 دون أفق واضح للحل، وسط انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يُتهم بالفشل في التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى، رغم تعدد محاولات الوساطة الإقليمية والدولية.