لأغراض استخباراتية.. ميليشيات إيران تجند النساء في دير الزور

مرصد مينا – سوريا

في سياق جهود طهران لتثبيت نفوذها العسكري والاجتماعي في محافظة دير الزور شرقي سوريا، عمدت الميليشيات الإيرانية مؤخرا، بالتركيز على النساء لتحقيق مآربها، وذلك من خلال تشكيل كتائب نسائية، بغية تحقيق مآرب “استخباراتية”.

مصادر محلية، أفادت بأن الميليشيات كلفت نحو 25  امرأة من نساء وعائلات عناصرها للتواصل مع الفتيات والنساء في مدينة الميادين وإقناعهن باعتناق المذهب الشيعي والخضوع لدورات عقائدية وتعريفية حوله.

كما أكدت المصادر أن ميليشيات “أبو الفضل العباس” العراقية شكلت “كتيبة نسائية” عن طريق إحدى النساء المقربات من “عدنان السعود” الملقب بالـ “الزوزو”، وهو قائد الميليشيا.

وحسبما ذكر الناطق باسم شبكة “عين الفرات” أمجد الساري، فإن  “المرأة التي شكلت الكتيبة تلقت أوامر من قائد أبو الفضل العباس لتنفيذ هذه الخطوة، لتعقد فيما بعد سلسلة اجتماعات مع نساء مقربات من حزب البعث وبعض الميليشيات المقربة من النظام السوري لتنسيق العمل الموكل لهن”.

كما أشار “الساري” إلى أن عدد النساء في الكتيبة بلغ 60 امرأة، معظمهن يشغلن مناصب في دوائر النظام السوري الحكومية، وخاصة في دائرة نفوس محافظة دير الزور.

مصادر حقوقية سورية، قالت إن الخطوة المتعلقة بتجنيد النساء ليست جديدة بل تعود إلى أواخر عام 2020، مشيرة إلى أن هذه الكتيبة تتخذ مقرا لها في مدينة الميادين ومقرات في حي الجورة وفي مدينة البوكمال الحدودية مع العراق.

وأوضحت المصادر، أن مهام الكتيبة استخباراتية بامتياز ومنها ملاحقة شبان المنطقة والإيقاع بهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق واتساب وتوريطهم للانضمام للمسلحين الإيرانيين والموالين لهم، كما لها مهام أخرى تصب في صلب العمل وتذهب باتجاه تجنيد الأطفال.

المصادر أشارت إلى أن لهذه الكتيبة عمل في مركز النور الساطع الموجود في مدينة الميادين، حيث أن النساء البارزات وظفن نساء أخريات من أجل استقطاب الأطفال للانضمام للمركز الذي يقدم دورات ثقافية وهي بمثابة دورات غسيل دماغ وتعليم المذهب الشيعي والأفكار الطائفية فضلا عن مراكز تشييع أخرى في مناطق متفرقة وحتى في بعض المنازل.

ويعتبر لواء أبو الفضل العباس من أبرز الجماعات الموالية التي تدعمها طهران في سوريا، وكان قد دخل إلى الأراضي السورية منذ مطلع عام 2012، حيث يتخذ من مدينة الميادين مركزا رئيسيا لعناصره، فيما تضم المدينة فصائل أخرى تتبع للحرس الثوري الإيراني.

يشار إلى أن مدينة الميادين كانت قد شهدت، منذ مطلع عام 2020 عدة اجتماعات بين قادة من “الحرس الثوري” ووجهاء وشيوخ عشائر محافظة دير الزور، وارتبطت جميع العروض التي تلقتها الأخيرة بضرورة سعيها لاستقطاب النسبة الأكبر من شبان المنطقة للعودة إلى مدنهم وقراهم، سواء داخل سوريا أو خارجها من اللاجئين.

ويعود التركيز على الميادين، كونها تتمتع بموقع استراتيجي بالقرب من الحدود السورية- العراقية، ومن جهة أخرى تعيش ظروفا يراها مراقبون “خصبة” لتمدد النفوذ الإيراني وتحقيق أهدافه، سواء على الصعيد العسكري أو الاجتماعي.

Exit mobile version