ليبيا: أنباء عن تحركات مرتقبة من حكومة “الوحدة” ضد “قوات الردع” في طرابلس

مرصد مينا

حبس سكان العاصمة الليبية أنفاسهم ليلة الثلاثاء، بعد تسريبات إعلامية أفادت بأن رئيس حكومة “الوحدة الوطنية” المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، أصدر تعليمات بالاستعداد للتحرك ضد خصومه في ميليشيا ما يُعرف بـ”جهاز الردع” المتمركزة بقاعدة معيتيقة بالعاصمة.

ولم تصدر حكومة الوحدة أي تأكيد رسمي لهذه الأنباء، التي نقلتها منصة إخبارية مقربة من الحكومة، لكن الدبيبة سبق أن صرح خلال الأشهر الثلاثة الماضية بعزمه القضاء على ميليشيات معارضة، واصفاً إياها بأنها “تتحدى سلطة الدولة”.

وجاءت التسريبات بعد ساعات قليلة من لقاء الدبيبة برئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، الذي ناقشا خلاله “تعزيز التنسيق وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات الراهنة”، وفق بيان رسمي.

ولم يوضح البيان تفاصيل هذه التحديات، ما أثار تساؤلات حول الملف الأمني في طرابلس وما إذا كانت الخطة العسكرية ضد جهاز الردع كانت على جدول الأعمال.

ويرى المحلل العسكري الليبي، محمد الترهوني، أن التوتر الأخير في طرابلس يندرج ضمن “محاولات الدبيبة إثبات امتلاكه القوة والنفوذ وخلق واقع عسكري جديد”، مشيراً إلى أن استمرار وجود جهاز الردع يشكل خطراً مستمراً.

وأضاف أنباء عن “تشكيل غرفة عمليات من قادة مجموعات مسلحة موالية للحكومة للتحضير لتحركات عسكرية ضد جهاز الردع في مطار معيتيقة وحي سوق الجمعة”.

في المقابل، تداول مستخدمون على منصات التواصل تسجيلات مصورة لطائرة مسيرة تابعة لجهاز الردع تحلق فوق مطار معيتيقة، وهو ما اعتبره الترهوني رسالة بأن ميليشيا الردع “على أهبة الاستعداد ليس فقط للدفاع، بل للهجوم أيضاً”.

وأوضح أن الجهاز يحافظ على ضبط النفس في مواقع تمركزه لكنه في حالة استعداد كامل لأي مواجهة محتملة.

ومنذ مايو الماضي، تعيش طرابلس على وقع “هدنة هشة” يشرف عليها المجلس الرئاسي بعد قتال عنيف بين قوات موالية لحكومة الوحدة الوطنية وخصومها.

وبدأت هذه الهدنة عقب جولة مواجهات اندلعت إثر مقتل القيادي البارز عبد الغني الككلي “غنيوة”، قائد جهاز دعم الاستقرار، وامتدت النزاعات لتشمل اللواء 444 التابع لحكومة الوحدة الوطنية وجهاز الردع، الذي يسيطر على مناطق شرق العاصمة والمطار وأكبر سجون المدينة.ط

وعقب توقف الاشتباكات، شاركت سبع كتائب وألوية مسلحة في فصل المتقاتلين عبر نقاط تماس تم الاتفاق عليها وسط طرابلس، فيما تتابع بعثة الأمم المتحدة الوضع عن كثب لضمان استمرار الهدنة الهشة.

Exit mobile version