أخر الأخبار

وسط تبادل الاتهامات..السويداء تشتعل مجدداً رغم الهدنة والعشائر تتقدم داخل المدينة

مرصد مينا

عادت الاشتباكات إلى قلب مدينة السويداء، اليوم السبت، رغم إعلان وقف إطلاق النار وبدء انتشار قوات الأمن في بعض مناطق المحافظة.

المعارك التي كان يفترض أن تتوقف، استعرت من جديد مع اندلاع مواجهات عنيفة بين مسلحين من العشائر العربية وفصائل درزية محلية، وسط قصف متقطع واشتباكات بالأسلحة الخفيفة داخل أحياء المدينة، بحسب تقارير ميدانية.

مصادر محلية أكدت أن مجموعات مسلحة تابعة للعشائر تمكنت من التوغل إلى داخل المدينة بعد ساعات فقط من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مستفيدة من حالة الانقسام والفوضى.

كما أظهرت مقاطع مصورة نشرت عبر مواقع التواصل اشتباكات مباشرة بين مقاتلي العشائر والفصائل الدرزية داخل السويداء ذاتها.

وواصلت قوات الأمن السوري انتشارها في المحافظة في محاولة للسيطرة على الأوضاع، بحسب وزارة الداخلية التي أكدت أن مهمتها الأساسية حماية المدنيين وفرض النظام.

لكن ما زاد الوضع تعقيدًا هو الخلاف العلني بين السلطات الرسمية والرئاسة الروحية للطائفة الدرزية. الزعيم الروحي حكمت الهجري أكد في بيان رسمي أن الاتفاق ينص فقط على نشر قوات الأمن على أطراف المحافظة لا داخلها، في تناقض مع تصريحات وزارة الداخلية.

في المقابل، حمّلت مصادر عشائرية جماعة الهجري مسؤولية خرق الاتفاق، ووصفتها بأنها “جهة مرتبطة بإسرائيل” تسعى لإفشال الهدنة، مشيرة إلى تصاعد حالة الغليان في صفوف العشائر بعد مقتل عدد من المدنيين على يد مجموعات للهجري، ما دفع “شباب الفزعات” إلى التوافد من مختلف المناطق السوري للقتال إلى جانب العشائر.

حركة “رجال الكرامة”، الموالية للحكومة السورية، دعت إلى التنسيق المباشر مع الدولة لإيصال المساعدات واستعادة الحياة الطبيعية، مطالبة بتمييز واضح بين من حمل السلاح دفاعاً عن أهله ومن حمله خدمة لأجندات خارجية.

وفي خضم هذا التصعيد الداخلي، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع أن حكومته تسيطر على الموقف، متهماً إسرائيل بالتصعيد وإشعال الفتنة، ومحذراً من محاولات استغلال التوترات لضرب استقرار البلاد. وأكد الشرع أن حماية الأقليات مسؤولية الدولة وحدها، مع بدء انتشار قوات الأمن في السويداء.

العشائر العربية، من جانبها، أصدرت بيانًا أكدت فيه التزامها بوقف إطلاق النار استجابة لقرار الرئاسة السورية، ودعت إلى وقف القتال فوراً والإفراج عن المعتقلين وعودة النازحين، محملة بعض الأطراف المحلية مسؤولية التصعيد.

تستمر الاشتباكات رغم كل البيانات والوعود، فيما يبدو أن السويداء دخلت فعلياً مرحلة جديدة من الفوضى قد تعيد رسم خريطة السيطرة في المحافظة الجنوبية التي لاتزال خارج سيطرة دمشق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى