fbpx
أخر الأخبار

آكار يتفقد قواته والأسد يتفقد المطبخ الحلبي

هل هي صدفة أن تتزامن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى مدينة حلب، مع زيارة خلوصي آكار وزير الدفاع التركي؟

من الصعب تصور الامر على أنه مجرد صدفة، فزيارة الرئيس السوري سبقها الإعلان عن الزيارة، وزيارة الوزير التركي تضمنت زيارة ضريح جد مؤسس الدولة العثمانية، سليمان شاه بن قايا ألب، في قرية “أشمة” بريف حلب شمالي سوريا.

آخر زيارة لبشار الأسد إلى مدينة حلب كانت عام 2010، قبل زيارته الراهنة للمدينة المدمرة التي إن لم تدمّرها قواته، فقد دمرتها تحالفاته، فيما تحمل زيارة وزير الدفاع التركي وتحديدًا لقبر سليمان شاه، دلالات لاتعني سوى كلمة واحدة:

ـ هذه الأرض لنا.

وزير الدفاع التركي لم يكن بمفرده، رافقه فيها فريق جيشه ومن رتبة رئيس الأركان، يشار غولر، وكانت الزيارة قد تضمنت التدابير الأمنية على طول الحدود السورية، قبل أن ينتقلوا لزيارة ضريح، سليمان شاه، وقيادة سرية الحدود الثامنة، في حين ذهبت زيارة الرئيس الأسد إلى واحد من مطاعم حلب ربما ليطمئن على جودة المطبخ الحلبي.

مفارقة أثارت الكثير لدى المتابعين السوريين، وربما سواهم ممن يتابعون نشرات الأخبار، خصوصًا إذا ماعلمنا أن زيارة خلوصي استبقت بقيام الجيش التركي بإحاطة الوزير عن الأحوال العسكرية على طول الشريط الحدودي ما بين سوريا وتركيا، وليس خافيًا أن الاتراك يشتغلون اليوم كما بالامس على قفزة عسكرية باتجاه سوريا استكمالاً لتلك القفزة التي وقعت في 22 من شباط 2015 عبر عملية عسكرية نقل خلالها 38 جنديًا كانوا في حراسة المقر القديم للضريح في قرية “قره قوزاق” التابعة لمحافظة حلب، ورفات “سليمان شاه بن قايا ألب”، ورفات اثنين من حراسه، وعدد من المقتنيات الأخرى، إلى منطقة في قرية “أشمة” بالقرب الحدود التركية.

في أيار الماضي، أجرى أكار، زيارة تفقدية إلى ولاية هاتاي، وتحديدًا المنطقة الواقعة على الخط الحدودي الفاصل بين الحدود التركية- السورية، وكان أكار وصل إلى ولاية هاتاي برفقة كل من رئيس الأركان، يشار غولر، وقائد القوات البرية، موسى آفسافار.

سيترافق “الرمزي” مع “العسكري” فهاهي القوات التركية تنتشر في عدد من المناطق شمالي سوريا، بعد عمليات عسكرية ضد تنظيم  “قسد”، ونفذت تركيا بالتعاون مع “الجيش الوطني السوري” ثلاث عمليات عسكرية داخل سوريا، هي “غصن الزيتون” و”درع الفرات” و”نبع السلام”.

وصول الوزير التركي تزامن مع زيارة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى محافظة حلب للمرة الأولى بعد الثورة السورية. ولم ينطق الرئيس السوري بكلمة حتى ولو استكمالاً لخطاباته السابقة:

ـ نحتفظ بحق الرد.

صمت دون ولا حتى  تعليق، كما لو أن الامر لايعنيه،  وكما لو أن الاراضي التي يتجول في العسكر الاتراك ليست أراض سورية.

مع المشهد كان السؤال:

ـ متى ستكون القفزة التركية؟

كثيرون يعتقدون أنها ستكون ما بعد زيارة الرئيس الامريكي للعربية السعودية.. كثيرون يعتقدون ذلك وكثيرون مثلهم يعتقدون بأن الروس لن يتطوعوا لمواجهة القوات التركية، فيما الامريكان سيتخلون عن “قسد” بعد توافقات مع الرئيس التركي أعقاب رفع المنع عن انضمام دولتين إلى الناتو.

خطوط التماس المشتركة بين مناطق سيطرة النظام السوري وروسيا و”قسد”، وما يقابلها من مناطق سيطرة “الجيش الوطني”، تشهد توترات أمنية وعسكرية ارتفعت وتيرتها مؤخرًا، وأصبح الإعلان عن مقتل عناصر أو استهداف مواقع بشكل شبه يومي من كلا طرفي خطوط التماس، التي تشمل ريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي رأس العين وتل أبيض، شمالي سوريا.

ولكن ما الذي سيكون عليه حال سكان تلك المناطق من المدنيين؟

سيكونون امام خيارين احلاهما بالغ المرارة:

ـ الدفاع عن نظام أهدر مواطنيتهم وكرامتهم وأرزاقهم؟ أم فرش السجاد لقوات الجيش التركي وهو جيش احتلال بكل مواصفات الاحتلال؟

الإجابة موجعة.

حتمًا موجعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى