الوصول إلى الفضاء، والتحكم بالاتصالات وبالعالم من الأعلى، الأمن القومي، والتهديد الخارجي، المؤامرة، وسبل الأمان، كلها عوامل تجعل الدول تدخل في حماسة الوصول إلى الفضاء، والريادة فيه.
أثيوبيا البلد الواقع في العمق الإفريقي، أطلق أول أقماره الصناعية لأهداف عديدة أهمها التنمية، أثيوبيا تعاونت مع الصين في هذا المشروع الضخم، ما يعني أن الزحف الصيني وصل مبتاغاه في القارة السمراء.
حيث تجمهر عشرات الأثيوبين فجر اليوم الجمعة، في مرصد ومركز إينتوتو للأبحاث شمالي العاصمة أديس أبابا لمشاهدة بث حي لانطلاق القمر من إحدى محطات الفضاء في الصين.
فقد أطلقت أثيوبيا أول قمر صناعي للفضاء اليوم الجمعة، في إطار سعي المزيد من بلدان أفريقيا جنوبي الصحراء لتطوير برامج فضاء لدفع أهدافها التنموية.
وقال نائب رئيس الوزراء “دمقي مكونن” في كلمة بمناسبة بث إطلاق القمر على التلفزيون الرسمي “سيكون هذا أساساً لرحلتنا التاريخية نحو الرخاء”.
وتعاني أثيوبيا من حالة فقر وترنح اقتصادي، ما دفع بالآلاف من الأثيوبيين للعمالة في إسرائيل بظروف يصفونها باللاإنسانية، وبالرغم من ذلك تبقى أفضل من ظروف الحياة في بلدهم الفقير، بحسب ما يقولون.
وقال المدير العام للمعهد الإثيوبي لعلوم الفضاء والتكنولوجيا “سولومون بلاي”، في تصريح صحفي له لوكالة رويترز: “إن مهندسين صينيين وأثيوبيين صمموا القمر الصناعي . . . إن الصين دفعت نحو ستة ملايين دولار من تكاليف التصنيع التي تجاوزت سبعة ملايين دولار”.
وأوضح “بلاي” خطة بلاده من إطلاق القمر الصناعي: “الفضاء يعني الغذاء، الفضاء يعني فرص العمل، أداة للتكنولوجيا.. والسيادة، والحد من الفقر، وكل شيء كي تحقق أثيوبيا تنمية شاملة مستدامة”.
وذكر مسؤولون أن القمر الصناعي سيستخدم في توقعات الطقس ومراقبة المحاصيل، وتبنى الإتحاد الأفريقي سياسة تطوير الفضاء في أفريقيا في 2017، وأعلن أن بإمكان علوم الفضاء والتكنولوجيا دفع التقدم الاقتصادي وإدارة الموارد الطبيعية في القارة السمراء.
وتعد أثيوبيا واحدة من أسرع الإقتصادات نمواً في إفريقيا، فقد تمكنت من تأمين تمويل خارجي بنحو 9 مليارات دولار مخصصة للإصلاحات الإقتصادية الطموحة في البلاد التي يرى محللون أنها يمكن أن تدعم التحول السياسي في البلاد.