مرصد مينا – لبنان
تزامناً مع ترقب العالم لمدى صحة الأنباء، التي تشير إلى نية إسرائيلية شن ضربة عسكرية لميليشيات حزب الله اللبنانية، تكشف مصادر خاصة بمرصد مينا، عن خطرٍ داخلي يهدد كيان الحزب وحاضنته الشعبية.
وتلفت المصادر إلى أن حالة الفقر والجوع وتراجع الخدمات العامة، ودولة الميليشيات التي يقودها الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت باتت تنذر بانتفاضة داخل البيئة الحاضنة لحزب الله، لا سيما وأن الحزب بات يستغل حالة الفقر في مناطق انتشاره لتجنيد الشباب، وتعويض خسائره البشرية في سوريا.
في السياق ذاته، تشير المصادر إلى أن أكثر من 40 بالمئة من سكان الضاحية الجنوبية يعانون الفقر، وان الأوضاع المعيشية داخل تلك البقعة لا تنفصل عن محيطها في بقية المناطق اللبنانية، لافتةً إلى أن عناصر الحزب والمقربين منه يسيطرون على كل شيء داخلها.
يشار إلى أن العام 2018، شهد خروج تظاهرات في الضاحية الجنوبية احتجاجاً على عمليات ابتزاز قام بها قادة ميدانيون في الحزب ضد أصحاب المحال التجارية، بالإضافة إلى مظاهرات أخرى رفضت انخراط الشباب في الحرب السورية.
حاضنة بالحديد والنار
خلافاً لما يظهره إعلام الحزب ومواليه، تؤكد المصادر أن الحزب لا يتمتع بشعبية إلا عند الطبقة المتشددة من أهالي الضاحية، في حين أن ما يتردد عن وجود تأييد شعبي له في تلك المنطقة ليس سوى شعبية شبيهة بشعبية النظام الإيراني، على حد قولها، موضحةً: “حزب الله من خلال سلاحه تمكن من خلق وتأسيس ديكتاتوريته المصغرة في مناطق انتشار الشيعة، وما يمكن قوله أكثر إن الحزب يعيش على القمع والاعتقال والسجون التي يديرها داخل الضاحية”.
يذكر أن تحقيقات إعلامية كشفت قبل أعوام عن عدة معتقلات سرية للحزب في الضاحية الجنوبية، لافتةً إلى أنها تتوزع بشكل رئيسي على خمسة سجون هي: السجن المركزي في حارة حريك، سجن بئر العبد، مركز التحقيق قرب مجمع القائم في الطابق السابع، سجن في بئر العبد قرب مجمع السيدة زينب، سجن مجمع المجتبى خلف قناة المنار التلفزيونية التابعة للحزب. والذي يضم زنزانات انفرادية وغير انفرادية.
كما بينت المصادر أن حالة الرفض للحزب وسياساته داخل الضاحية وعدد من المناطق التي تعتبر معاقلاً له، باتت واضحة بين الأهالي، خاصةً بعد العقوبات الأمريكية والتضييق الدولي على شيعة لبنان، بسبب ممارسات حزب الله وارتباطاته، مشيرةً إلى أن الاعتقاد السائد حالياً في أوساط الشيعة اللبنانيين، هو أنهم يدفعون ثمن ما يقوم به “حسن نصر الله” وعناصره، خاصةً وأن الكثير منهم لم يعد قادراً على العمل في دول الخليج أو الدول الأوروبية.
يذكر أن دول الخليج العربي، قد رحلت خلال السنوات الخمس، عشرات اللبنانيين عن أراضيها، بسبب تورط مجموعة منهم في أعمال إرهابية يديرها حزب الله، لا سيما في البحرين والسعودية.
الحرب العسكرية نعمة قد يتمناها الحزب
أمام حالة التراجع في الشعبية لبنانياً وعربياً، ومع التهديد الحقيقي، الذي تمثله انتفاضة شعبية داخل الضاحية الجنوبية، يرى المحلل السياسي، “أحمد عيتاني”، أن الحرب مع إسرائيل إذا كانت محدودة وغير شاملة، فإنها ستكون نعمة للحزب، كي يعود ويلعب على لغة الشعارات والخطابات، ويبرر احتفاظه بالسلاح.
في السياق ذاته، يشير “عيتاني” إلى أن قلق حزب الله من مسألة الحرب، مرتبطة في حجم تلك الحرب، وخشيته من عدم تمكنه من تحملها، موضحاً: “الحزب يريد إشعال الحرب مع إسرائيل، خاصةً انها كانت تجارة رابحة بالنسبة له عام 2006، ولكن المشكلة أو السؤال الذي يدور حالياً في ذهن قادة الحزب، ما هو حجم الحرب الذي يمكن للحزب تحمله دون أن ينهار”.
يذكر ان مصادر لبنانية، قد كشفت لمرصد مينا في وقت سابق، أن حزب الله دخل مرحلة غير مسبوقة من الاستعدادات، منذ عام 2006، لافتةً إلى وجود قناعة تامة لدى قيادات الحزب بأن موجهة حتمية مع إسرائيل ستقع في المستقبل.
وبينت المصادر حينها، أن استعدادات الحزب تضمنت زيادة التحصينات الدفاعية في محيط المقرات الرئيسية وزيادة الإجراءات الأمنية لعدد من القيادات، وتوفير أماكن آمنة لهم في حال اندلاع المواجهات، لا سيما في ظل ما نقلته تسريبات عن تزويد الولايات المتحدة للجيش الإسرائيلي بـ 500 قنبلة خارقة قادرة على اختراق الملاجئ والمنشآت في الجبال.