مرصد مينا – بريطانيا
تقدمت الحكومة البريطانية، يوم الثلاثاء، باعتذار عن خطأ ارتكبته، في قضية ركاب طائرة تابعة لشركة “بريتش إيروايز”، الذين أخذهم نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين رهائن واستخدمهم دروعًا بشرية خلال غزو الكويت.
الخطأ الذي أخفته بريطانيا 31 عاما، اعترفت به اليوم، كاشفة أنها لم تحذّر الشركة من أن العراق غزا الكويت، حيث هبطت الطائرة، حسبما ذكرت وكالة “فرانس برس”.
الوكالة نقلت عن وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، قولها أمام البرلمان، إن “السفير البريطاني لدى الكويت أبلغ لندن بغزو عراقي نحو منتصف ليل الثاني من أغسطس 1990، أي بعد إقلاع الطائرة. إلا أن، لم يتمّ إرسال أي رسالة تحذير لشركة (بريتش إيروايز)، التي كان بإمكانها تحويل مسار الطائرة”.
“تراس” أقرّت بأن “نداء (السفير) لم يُكشف عنه أبدًا ولم يُعترف به علنًا حتى اليوم.. لا أمام البرلمان ولا أمام الرأي العام”، معتبرةً أن “هذا التقصير غير مقبول”.
وقالت: “كوزيرة حالية، أقدّم اعتذاراتي في البرلمان وأعبّر عن تعاطفي العميق مع الأشخاص الذين احتُجزوا وتعرّضوا لسوء معاملة”، وفق ما نقلت “فرانس برس”.
غير أن “تراس” رفضت اتهامات وردت في كتاب صدر في بريطانيا بعنوان Operation Trojan Horse (عملية حصان طروادة) يقول إن الحكومة استخدمت الرحلة التي تأخرت ساعتين رسميًا بسبب “مشاكل تقنية”، لإرسال تسعة من مسؤولي الاستخبارات إلى الكويت، وكانت على علم بالخطر الذي يتعرض له المدنيون.
ويقول مؤلف الكتاب ستيفن ديفيس إن لندن تلقت معلومات من الاستخبارات الأميركية تبلغها بالغزو العراقي. ويضيف أن برج المراقبة كان يرفض هبوط كل الرحلات الأخرى في تلك الليلة.
من جانبها، رحّبت شركة الطيران التي اتُهمت بالإهمال والتستر، بـ”هذه المستندات التي تؤكد أن بريتش إيروايز لم تُبلّغ بالغزو”.
الوكالة الفرنسية أشارت إلى أن الرحلة “بي ايه 149” (BA149) أقلعت من لندن متوجّهة إلى كوالالمبور، وتوقّفت في الكويت العاصمة في الثاني من أغسطس 1990، بعد ساعات على الغزو العراقي للبلاد، الذي أدى لاحقًا إلى اندلاع حرب الخليج الثانية، موضحة أنه تمّ تجميع الركاب لأيام عدة في فندق قريب خاضع لسيطرة رئاسة الأركان العراقية، ثمّ نُقلوا إلى بغداد واستُخدموا “دروعًا بشرية” في مواقع استراتيجية.
وبيّنت أن عددا من الركاب وأفراد الطاقم البالغ عددهم الإجمالي 367، أمضوا أكثر من 4 أشهر في الأسر، وُوضعوا في مواقع تشكل أهدافًا محتملة للتحالف الغربي، مؤكدة أنه منذ ثلاثة عقود، يسعى الرهائن السابقون لمعرفة بعض المعلومات التي تملكها تحديدًا الحكومة البريطانية، مطالبين إياها بتحمّل مسؤولياتها.