أردوغان بين يدي سيجموند فرويد

أردوغان على عتبة الانهيار، تلك حقيقة يعرفها الأتراك جيدًا، ولن يكون انهيار الليرة التركية هو السبب، ولا سقوطه في مدينة استنبول هو السبب.. السبب هو بيت أردوغان الذي ينهار لحظة وراء لحظة فوق رأس الرجل الذي انطلق من أحد أفقر أحياء استنبول، ووصل إلى خيال السلطان المحاط بألقاب، أقلّها أسد السنّة، مانحًا نفسه صلاحيات الخلفاء الراشدين في زمن الريموت كونترول وغزو الفضاء.

بيت أردوغان بدأ بالانهيار بدءًا من انشقاق أوغلو منظّر الحزب، وعقل الحزب، والحامل الفكري للحزب، وليس ذلك الانشقاق سوى قراءة مبكّرة للانهيارات التالية التي سيواجهها اردوغان وحزبه وهي محصلة لـ:
ـ الانقلاب على النظام البرلماني لحساب النظام الرئاسي.
ـ فساد العائلة، وهو فساد بات ينذر بمخاطر لا تحتملها تركيا.
ـ الغاء الحياة الديمقراطية فالزنازن غصّت بمعتقلي الرأي بما دفع الحكومة للتوسع في إعمار السجون بديلاً عن تهديم السجون.
ـ المسألة الكردية، وهي المسألة التي تتفاقم يومًا بعد يوم حتى انتقلت متجاوزة شمال شرق الاناضول إلى الشمال السوري.
ـ يباس رأس أردوغان وأوهامه والتي قادته من سياسة تصفير الأعداء إلى سياسة الكل أعدائي بمن في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وهي صاحبة الناتو، وهو عضو فيه.

كل تلك العوامل ستقود إلى الإطاحة بأردوغان، والمقربون منه يعرفون مدى الأزمات النفسية التي يعانيها الرجل، والتي وضعته على حافة الاكتئاب، بما سمح للشيخوخة أن تهاجمه ودفعة واحدة، والمتتبع لظهوراته التلفزيونية، سيدرك حجم البؤس الذي وصل إليه، وتلك مشكلة الديكتاتوريات برموزها، حيث سيكون انهيارهم انهيارًا مدويًا، يجمع ما بين محنة الرجل ومحنة الأمّة، والظاهر أن الرئيس أردوغان قد قاد أمته إلى محنة، وهاهو اليوم ينهار أمام محنته.

السلطان.. أسد السنّة.. وسلسلة من الألقاب لاتحتملها تركيا التي تقف سنويًا ولثلاثة دقائق صمت أمام مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، الجمهورية العلمانية التي لن تتقبل سياسة أردوغان الذي سيعيدها إلى عهد السلطان سليم بطربوشه وعصاه.
عما قريب، قد نصغي إلى تقارير طبية تفيد:
ـ الرئيس التركي يخضع لعلاجات نفسية، وسيجموند فرويد سيطل على المشهد.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

Exit mobile version