أردوغان .. من “درويش” إلى “سلطان”

الاستثمار في الإسلام ليس هو الإسلام، وهذا رجب طيب أردوغان يستثمر في الاسلام.. مبدئًيا بدأ استثمار الإسلام بالثورة السورية، وعبرها مدّد جبهة النصرة وفتح كل الطرق للدواعش، وكذا الحال يوم عمل على استثمار الثورة المصرية، ومعها عبّأ مجموعاته في ميدان التحرير بهراواتهم، ليخلق من مصر منصة للعثمانية الجديدة، ولم يدّخر جهدا في اللحاق بليبيا ليحوّلها إلى منصة للعقيدة ومنجم للصوصية النفط والغاز والمدخرات المالية، واليوم يقيم الصلاة في آيا صوفيا، فيتحوّل إلى مؤذن وإمام، وكله استثمار في إسلام هو ملك للبشرية، كل البشرية، ولم يحدث أن اقترح رسول الإسلام خليفة له يأتي من بلدية استنبول.

الاستثمار في الإسلام وقد بات واحدًا من استثمارات أردوغان سمح للرجل بأن يحوّل الإسلام في أوروبا إلى رهاب، وقد وضعه على النقيض من تطور الأمم، سواء في الحريات او في الوعي الديمقراطي، وكان له أن يطارد في شوارع أوربا وعواصمها قوى المعارضة التركية، بل ومعارضات أخرى إلى الدرجة التي تحوّل فيها إلى كابوس.

الاستثمار في الإسلام، ذهب اليه اثنان:

ـ جماعة الاخوان وتعبيراتهم في الرئيس التركي وحزبه.

وملالي طهران.

 وكلاهما وضعا العالم الإسلامي على التضاد مع العالم كل العالم، إلى الدرجة التي أحالت المسلم إلى عدو للحضارة والدولة العلمانية والديمقراطيات، وهو أمر سيبقي على دول الجنوب، وكأنما هي الدول الناشزة على التاريخ، واليوم يقيم الصلاة في مسجد كان قبل أيام  متحفًا.

القصة ليست في مسجد، فالمساجد متوفرة ومحترمة ومقدسة، وليس من بيننا من لايقيم قيمة وقدسية للمسجد باعتباره تعبيرًا عن هوية ايمانية وثقافية، غير أن الاستثمار على هذا النحو يحيل المسألة برمتها إلى ما لاتحتمل، ومما لاتحتمله، هي تلك الوساوس التي تتملك الرجل وقد رشح نفسه لدور الخليفة في بلد لايحتمل الخلفاء، وفي صيغة لاتحتمل الخلفاء، ويوم يكون ثمة من مبرر لظهور خليفة إسلامي فلن يكون اردوغان هو الخليفة.

لن يكون كذلك، اقله لأن تاريخ الرجل لايحمل شيئًا لامن رسالة النبوءة، ولا من سيف النبوءة.

هذا الرجل بوساوسه، لن يترك للاسلام والمسلمين سوى:

ـ العته.

معتوه يصلح ليلعب دور “درويش”، فانتقل إلى دور السلطان.

Exit mobile version