أردوغان والبحث عن بقايا الدولة العثمانية

أكد وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو” أن المجلس التركي الذي يضم الدول الناطقة بالتركية سيتحول إلى جهة فاعلة ومهمة في المنطقة ككل، مشيراً إلى أنه تلقى طلبات انتساب جديدة من عدة دول للانضمام له.

المسؤول التركي وبحسب وسائل إعلامية، أشار إلى ان المجلس تلقى مؤخراً طلب انضمام رسمي من أوزباكستان، وذلك بالتزامن مع انضمام تركمانستان إلى المجلس كعضو مراقب، ليرتفع بذلك عدد الأعضاء إلى ستة هم: شمال قبرص التركية وتركمانستان وأوزباكستان وأذربيجان وكازخستان وقيرغستان، بالإضافة إلى الجمهورية التركية.

بالتزامن مع ذلك، اعتبر مراقبون ومهتمون بالشأن التركي، أن حكومة الرئيس “رجب طيب أردوغان” تعمل على التمدد وزيادة نفوذها في وسط آسيا ومنطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد أن فشلت كل محاولاتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في ما يبدو أنه محاولة لخلق دور إقليمي أكبر للبلاد في العديد من القضايا.

وأرجع المراقبين تلك المحاولات التركية إلى الإرث التاريخي، حيث تمثل تلك الأراضي بالنسبة للأتراك أجزاءاً سابقة من الدولة العثمانية، قبل أن تتفكك جراء هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، لافتين إلى أن هذا التوجه بدأ يظهر بشكل واضح في تركيا عقب تسلم حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم هناك.

كما أشار المراقبين إلى أن خلال السنوات تركيا ارتكزت في توسيع انتشارها ومد حدودها على الأزمات التي ضربت مناطق في الشرق الأوسط وعلى رأسها الثورة السورية التي استغلتها لانشاء نقاط عسكرية شمال البلاد، بالإضافة دعم مجموعات مسلحة معينة مثلت مراكز ثقل لتركيا، مكنتها من فرض نفسها كطرف فاعل في القضية.

ولفت المراقبين إلى أن حكومة أردوغان سعت إلى إيجاد محط قدم لها في العديد من الدول العربية كقطر والسودان والصومال عبر اتفاقيات مكنتها من إنشاء قواعد عسكرية هناك، بالإضافة إلى محاولتها إحداث عمق استراتيجي لها في مصر عبر دعم جماعة الأخوان المسلمين.

وإلى جانب محاولات بسط نفوذها في سوريا وقطر والسودان والصومال ومصر، تتهم تركيا بالتورط في الحرب الدائرة في ليبيا منذ سنوات، من خلال دعم بعض الجماعات المسلحة التابعة لجماعة الأخوان المسلمين والمنتشرة في العاصمة طرابلس، حيث أعلنت قوات الجيش الليبي التابعة للواء المتقاعد “خليفة حفتر” اسقاط عدة طائرات تركية مسيرة أثناء المعارك الدائرة في محيط العاصمة.
يذكر أن المجلس الجامع للدول الناطقة بالتركية بشكل رسمي عام 2010.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

Exit mobile version