استهل الرئيس التركي “أردوغان” الساعات القليلة التي تفصله عن قمة مع الرئيس “بوتين” في مدينة سوتشي، بإطلاق الوعيد والتهديد ضد قوات سوريا الديمقراطية، والاتحاد الأوروبي، في حين احتفى بذات الوقت بالتحالف مع الروسي، والاعتماد عليه في تحقيق المصالح المشتركة في المنطقة العربية.
حيث قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في مؤتمر صحفي له قبيل انطلاقه في زيارة إلى موسكو، استجابة لدعو قدمها نظيره الروسي “فلاديمير بوتين”.
وقال “أردوغان”: “القوات الكردية مستمرة بانسحابها من المناطق التي اتفق عليها في الشمال السوري”، وأكد أردوغان، أن قواته ستستأنف عملياتها العسكرية، إذا لم يكتمل الانسحاب الكردي من المنطقة.
وبيّن الرئيس التركي أنه سيتباحث مع نظيره الروسي “الخطوات الواجب اتخاذها لإنهاء وجود عناصر “بي كا كا/ ب ي د/ ي ب ك” الإرهابية، في المناطق التي توجد فيها قوات النظام السوري”.
واستطرد قائلاً: “لا مكان لـ”بي كا كا/ ي ب ك” في مستقبل سوريا، ونأمل إنقاذ منطقتنا من آفة الإرهاب الانفصالية بالتعاون مع روسيا”.
كما قال: “سنناقش مع روسيا كيفية الحل لإنشاء المنطقة الآمنة، باتفاق تركي روسي أمريكي، بعد أن اتفق الأسد وبوتين على الوصول إلى مناطق في الشمال السوري”.
ولم يتوانى “أردوغان” عن مهاجمة الرئيس الفرنسي “ماكرون”، أمام الصحفيين المجتمعين، إذ قال: لم أتلق أي مقترحا من الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، بما يخص تمديد تعليق عملية نبع السلام، وأضاف، “فهو غالبا ما يبحث هذه الأمور مع الإرهابيين” كما قال الرئيس التركي.
وعبر”أردوغان” عن انزعاجه من بعض المواقف الإيرانية من التدخل التركي في الشمال السوري، وقال ” لن تسمح تركيا بإنشاء أي ممر إرهابي للمنظمات ب ب كا”.
وتابع أنه خلال زيارته لروسيا “سنشارك كل المعلومات مع بلادمير بوتين “صديق العزيز” وسنتخذ كل الخطوات من أجل وحدة الأراضي السوري”، وتابع مبيناَ بعض النقاط التي سوف يتناقش بها مع الرئيس الروسي “الخطوات التي تم اخاذها من أجل صياغة الدستور” إضافة بـ “أهمية وقف إطلاق النار في إدلب”.
واستطرد “أرودغان” : “سنناقش انسحاب القوات الكردية من المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن”.
وبخصوص انسحاب المليشيات الكردية المسلحة من شمال سوريا أوضح أردوغان أنه ” حتى الأن انسحب نحو 800 إرهابي من المنطقة، وهناك نحو 1300 آخرين يواصلون الانسحاب بسرعة، ونحن نراقب الوضع عن كثب”.
وتحدث أرودغان عن التكلفة التي تكلفت بها بلده لاستضافتها اللاجئين السوريين “أنفقنا أكثر من 40 ألف دولار على 4 ملايين لاجئ على أراضيها، والاتحاد الأوربي لم يلتزم بالتعهد الذي قاله حول دعم اللاجئين، وقدموا نصف المبلغ لمنظمات المجتمع المدني”.
وحول التصريحات الإيرانية المناهضة للعملية التركية في شمال سوريا “نبع السلام” أعرب الرئيس التركي عن حزنه بسبب التصريحات التي أطلقتها إيران، مذكراً إيران بالخدمة الكبيرة التي قدمتها تركيا لها قبل 15 عام من الماضي القريب، و كيف دعم “أردوغان” المشاريع الإيرانية التي واجهت عقوبات كبيرة من الدول الأخرى بسبب النووي.
وقال الرئيس التركي” لكن هذه التصريحات لم تصدر من السيد روحاني بل العكس أتت من الأشخاص الآخرين، ولكن كان يجب على روحاني بتنبيه هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بهذه التصريحات المزعجة، ونحن 3 أطراف -إيران، تركيا، روسيا- من أجل سوريا وبدأنا من أستانا، ولا يمكن لأحد منا أن يخون الآخر”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي