مرصد مينا- الأردن
كشف “المرصد العمالي الأردني”، اليوم الخميس، أنّ سوق العمل في المملكة، خسر خلال العام الماضي نحو 140 ألف وظيفة، بسبب جائحة كورونا التي عمّقت الاختلالات وزادت فقدان وظائف العمل، ورفعت مستوى البطالة الذي وصل خلال الربع الثاني من العام الحالي إلى 24.8 بالمئة، ونسبة البطالة للفئة العمرية 20-24 عاماً 48.8 بالمئة.
المرصد التابع لـ”مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية”، قال في ورقة موقف أعدها تزامناً مع “اليوم العالمي للعمل اللائق” الذي يصادف اليوم الخميس، إنّ سوق العمل الأردني يعاني من اختلالات أثّرت بخلق فرص عمل جديدة ولائقة.
وأوضح المرصد في ورقته التي أصدرها بالتعاون مع مؤسسة “فريدريش أيبرت” الألمانية، أنّه حدث تراجع ملموس في الوظائف المستحدثة للداخلين الجدد على سوق العمل، حيث كان الاقتصاد الأردني قادراً على خلق 70 ألف فرصة عمل سنوية عام 2007، في حين أنها عام 2018 تراجعت إلى 38 ألف فرصة فقط، لكن في عام 2020 خسر نحو 140 ألف عامل وعاملة وظائفهم جراء جائحة كورونا، ما رفع نسب البطالة إلى أرقام غير مسبوقة.
من جهة ثانية، اعتبر المرصد في ورقته، أنّ الحد الأدنى للأجور البالغ 260 ديناراً، أي ما يعادل 365 دولاراً، لا يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية ومستويات المعيشة، فضلأ عن وجود فئة من العمال يحصلون على أجور تقلّ عن الحد الأدنى، وخاصة في القطاعات غير المنظمة التي تبلغ نسبتها نحو 48% من مجمل الأيدي العاملة في الأردن.
بالإضافة إلى ذلك، لفت المرصد العمّالي إلى أنّ ضعف منظومة الحماية الاجتماعية في الأردن، “تعد من أبرز الأسباب المانعة لتطبيق معايير عمل لائق”، حيث إنّ نحو 48% من العاملين والعاملات في الأردن، لا يتمتعون بأي شكل من أشكال الحمايات الاجتماعية.
وأوصى المرصد العمّالي بإعادة النظر في السياسات الضريبية، فضلاً عن ضرورة التركيز الفعلي على التدريب المهني، وطالب بإجراء تعديلات شاملة على جميع النصوص القانونية المتعلقة بالتنظيم النقابي والمفاوضات الجماعية، استناداً إلى المعايير الدولية ذات العلاقة.
واقترح تأسيس صندوق خاص لدعم الفئات العاملة غير المشمولة بمظلة الضمان الاجتماعي وغير المستفيدة من صندوق المعونة الوطنية، وإجراء تعديلات على قانون الضمان لشمول أكبر فئة من العاملين والعاملات.
يشار إلى أن تقرير الربع الثاني من العام الحالي 2021، حول معدل البطالة في الأردن، والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة، كان كشف عن ارتفاع حاد بنسب البطالة بين الإناث في المملكة، بمقدار 4.6 في المائة، وانخفاض قوة العمل بين السيدات بمعدل 0.1 في المائة.
وتقول جمعية معهد تضامن النساء الأردني، في بيان، إن نسب البطالة في الأردن للربع الثاني من عام 2021 (إبريل/ نيسان، مايو/ أيار، يونيو/ حزيران) شهدت ارتفاعاً حاداً بين الإناث لتصل إلى 33.1 في المائة (22.7 في المائة للذكور و24.8 في المائة لكلا الجنسين)، مقارنة مع الربع الأول من عام 2021 البالغ 28.5 في المائة للإناث (24.2 في المائة للذكور و25 في المائة لكلا الجنسين).
وبلغت نسبة قوة العمل بين الأردنيات 13.9 في المائة خلال الربع الثاني من عام 2021، في مقابل 14 في المائة خلال الربع الأول من عام 2021.
يذكر أنه في نهاية عام 2020، بلغ عدد السكان المقدر في الأردن 10.806 ملايين نسمة، منهم 5.084 ملايين أنثى و5.722 ملايين ذكر، فيما وصل عدد الإناث في الأردن اللواتي يبلغن 15 عاماً وما فوق إلى 3.276 ملايين نسمة.