أزمة كشمير.. الهند تهدد بالسلاح النووي

تتوتر الأجواء في كشمير المتنازع عليه بين الدولتين النوويتين “الهند وباكستان، لتصعد نيودلهي من سقف تهديداتها ضد إسلام آباد، وملوحة باستخدام الأسلحة النووية بحقها، وذلك بعد سلسلة من القرارات الهندية بحق الأقليم الذي تغيبه عنه حالة الاستقرار منذ زمن بعيد.

وزير الدفاع الهندي “راجناث سينغ” صعد من لهجة بلاده تجاه أزمة إقليم كاشمير، حيث هدد بتفعيل “الضربة الأولى” الخاصة باستخدام الأسلحة النووية، وذلك في تصريحات صحفية عقب توارد أنباء عن سقوط قتلى في استباكات بين الهند وباكستان على الحدود بين الجارتين.

وربط “سينغ” مستقبل إطلاق الضربة الأولى بتطورات الأحداث في الاقليم المتنازع عليه، معتبراً أن إن بلاده تحتفظ لنفسها بحق تغيير سياستها بخصوص استخدام الأسلحة النووية، مضيفا: “عازمون بثبات على جعل الهند قوة نووية ومع ذلك نظل ملتزمين بعقيدة الضربة الأولى”.

يشار إلى أن الأزمة بين نيودلهي وإسلام آباد اندلعت على خلفية إلغاء الحكومة الهندية مادتين بالدستور تمنح إحداهما الحكم الذاتي لولاية جامو وكشمير بالشطر الخاضع لسيطرتها من الإقليم، بينما تعطي الأخرى الكشميريين وحدهم في الولاية حق الإقامة الدائمة، فضلا عن حق التوظيف في الدوائر الحكومية والتملك والحصول على منح تعليمية، الأمر الذي قرار الهند أثار باكستان التي هددت باللجوء إلى الجنائية الدولية لثني نيودلهي عن تلك القرارات.

في السياق ذاته كان الشطر الهندي من الإقليم قد شهد مظاهرات كبيرة احتجاجاً على قرار الحكومة التي أكدن عزمها التنفيذ الكامل للقرار، ما أدرى إلى نشوء أعمال عنف بين المتظاهرين وقوات الشرطة.

كما صادق البرلمان الهندي بغرفتيه العليا والسفلى على قرار تقسيم ولاية جامو وكشمير إلى منطقتين “منطقة جامو وكشمير ومنطقة لداخ” تتبعان بشكل مباشر إلى الحكومة المركزية.

كما تجدر الإشارة إلى أن مصطلح “الضربة الأولى” أو “الاستخدام الأول” يشير إلى تعهد من قبل الدول النووية بعدم استخدام القنابل الذرية وسيلة للحرب إلا إذا هاجمها الخصم أولا باستخدام النووي.

وفي أوقات سابقة، هدد رئيس الوزراء الباكستاني “عمران خان”، بالرد القاسي على الهند في حال إقدامها على أي خطوة عدوانية تجاه القسم الباكستاني من كشمير، مشيراً إلى الوقت قد حان لتلقين نيودلهي درساً، وأنهم سيقاتلون حتى النهاية.

جاء ذلك في خطاب متلفز لرئيسة الحكومة الباكستانية، من – مظفر آباد- عاصمة القسم الباكستاني من كشمير، قال فيه إن “الجيش الباكستاني لديه معلومات أن الهند تخطط للقيام بشيء في كشمير الباكستانية، ونحن جاهزون وسنقوم برد قوي;raquo;، قائلاً: “قررنا إذا ارتكبت الهند أي انتهاك فسنقاتل حتى النهاية”.

وكان رئيس حكومة إسلام أباد “عمران خان” قد توجه أمس الإربعاء، إلى كشمير في خضم التوتر بين الهند وباكستان المصنفتان ضمن القوى الكبرى بالنسبة للأسلحة النووية في العالم، وذلك عقب القرار الهندي بالغاء الحكم الذاتي الدستوري في المنطقة المتنازع عليها.

زيارة عمران خان، جاءت بمناسبة عيد الإستقلال، وبعد أكثر من أسبوع على إصدار حكومة الهند قراراً مفاجئاً يقضي بالغاء الوضع الخاص الذي كان ممنوحا لهذه المنطقة في الهيملايا.

الرد الباكستاني ظهر في عدة إجراءات إتخذتها إسلام أباد، بينها طرد السفير الهندي وإيقاف التجارة الثنائية بين البلدين، وتعليق خدمات النقل عبر الحدود، كما و أطلقت حملة دبلوماسية تهدف الى وقف هذا القرار، وطالبت رسميا من مجلس الأمن الدولي أول أمس الثلاثاء، عقد جلسة طارئة لبحث التصرفات غير المشروعة التي تقوم بها الهند.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

Exit mobile version