اليوم يبدأ تنفيذ قانون قيصر، والعنوان:
ـ حماية المدنيين السوريين.
مِن مًن سيحمي قيصر السوريين؟
من النهب وقد طال حتى أثداء الأمهات؟ من الفساد وقد بات القانون بل والقانون وحده؟
من زوّار الفجر، وما من سوري إلاً تحت احتمال زياراتهم أو احتياطي لزياراتهم؟ من جيش هو جيشان، جيش مقتول وجيش فاسد منهوب؟ من خبز بات يشبه المستحيل؟
من دواء لايوجد وإن وجد لايشفي وإن يشفي فغير مقدور عليه؟
من ماذا سيحمي قانون قيصر السوريين وقد طال الخراب ثلاثة أرباع مساكنهم، فيما طال القتل والتشريد ثلاث أرباعهم، أما الباقون، فباقون لعجز عن الرحيل، أو لانتظار دفنهم في تراب البلد؟
من ماذا سيحمي قانون قيصر، والنظام يكابر في عتهه، وفي عناده، فلا هو سيخلي السجون، ولا هو سيصالح الناس، ولا هو أمام ممكن سوى المستحيل، فالممكن أمامه هو الرحيل، والرحيل الطوعي بات من المستحيل؟
من ماذا سيحمي قانون قيصر، فيما الخطاب الأمريكي مازال يحكي بإصلاح النظام، أما الخطاب الروسي فمازال يقدّم للنظام تكنولوجيا القتل.. طيرانًا وصواريخ ورصاص بنادق، فيما إيران تمد النظام بانتحارييها، لتنحر السوريين باعتبار نحرهم بوابة جنة المهدي الموعودة لأمة أسقطت عن كاهلها ثقافة الحياة؟
من أين سيحمي قانون قيصر السوريين، وهو يعمق الحفرة، ويوطد الجوع، ويزيد المحروم حرمانًا، والمقتول موتًا حتى يكاد السوري أن يموت مرتين.
مرة في الحياة ومرة ما بعد الموت؟