وسط تدني التوقعات، تتحضر العاصمة الكازاخية نور سلطان، لاحتضان الجولة الثالثة عشرة من المباحثات السورية التي راوحت مقرراتها خلال الجلسات السابقة ضمن النصوص المكررة، فيما شهدت الجلسة الأخيرة فشلا ذريعا لثلاثي المسار في الوصول الى حل اتجاه القضايا المطروحة وعلى رأسها وقف اطلاق النار وملف المعتقلين واللجنة الدستورية.
وأعلنت المعارضة السورية، الثلاثاء، نيتها المشاركة في الجولة الـ 13 من محادثات أستانا، التي ستقام في العاصمة الكازاخستانية “نور سلطان” آستانا سابقا – بداية شهر آب، على الرغم من استمرار الحملة العسكرية والقصف الجوي العنيف، الذي يشنه النظامان الروسي والسوري على آخر منطقة “منخفضة التصعيد” الشمال غربي سوريا، التي تسببت بمقتل أكثر من 500 شخص وتشريد ونزوح ما يزيد عن 440 ألف مدني من بلداتهم وقراهم بحسب احصائية حديثة للأمم المتحدة.
وقال الناطق العسكري باسم وفد قوى المعارضة إلى أستانا “الرائد ياسر عبد الرحيم” خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة عفرين على الحدود السورية التركية، الثلاثاء، ” أنهم سيشاركون في مباحثات أستانا للدفاع عن الشعب السوري الذي يرزح تحت قصف النظام وروسيا، ولتخفيف الضغط عنه، وتحصيل مكاسب من خلال العمل على إيقاف القصف، مؤكداً أن ماوصفها “بمصالحات الإستسلام” لن تتكرر في إدلب وحماة أبدا، وسيستمرون في القتال ضد نظام الأسد وحلفائه من الروس والإيرانيين، ولن يستسلموا أبدا.
وتساءل “عبد الرحيم”، عن المستفيد في حال عدم ذهاب المعارضة إلى المحادثات، معتبراً أن عدم مشاركة المعارضة يجعل النظام هو المستفيد الأكبر، بحيث تخلو له الساحة السياسية، ليجد الفرصة مناسبة لإتهامنا بالإرهاب.
كما وأوضح الناطق العسكري، سنذهب ونفضح ممارسات النظام وقصفه على المدنيين في إدلب، وسنُثبت للعالم بأن روسيا مجرمة، وسنقول للروس ولنظام الأسد هناك أنكّم قتلة، مشيراً إلى أنه يجب إيصال صوت أكثر من 600 ألف مشرد ونازح، بهدف محاكمة المسؤول عن تشريدهم وتهجيرهم من ديارهم، بالإضافة للدفاع عن المعتقلين الذين مازالوا يقبعون في سجون النظام منذ سنوات، حتى الإفراج عنهم، يأتي هذا في وقت قال فيه رئيس هيئة التفاوض “نصر الحريري” ، قبل أيام، إنه “يجب على المعارضة ألا تحضر أستانا حتى يتوقف التصعيد على إدلب.
ورجح مصدر مشارك في مباحثات استانا، لمرصد مينا، أن تحدث المشاورات المرتقبة في العاصمة “نور سلطان” تقدما في ملف الاعلان الدستوري، بعدما شهدت الكثير من الدفع باتجاه توافقات حول القواعد الإجرائية، لاسيما تفكيك عقدة الأسماء المختلف عليها، والتي كانت مدار للجدل لعدة أشهر، واعتبر المصدر أن الأمور التي ستحددها جولة ;laquo;أستانة;raquo;، سوف تتجاوز حدود اتفاق على الخطوات التنفيذية المقبلة بشأن اللجنة الدستورية، وربما الولوج في الإطار السياسي الناظم لعملها من أجل تسريع الملف، وفق الرغبة الروسية.
وكانت وزارة الخارجية الكازخستانية قد أعلنت يوم، الجمعة الماضي، عن موعد إنعقاد مباحثات “أستانا 13” في العاصمة نور سلطان، يومي 1 و2 آب المقبل، بمشاركة الدول الضامنة “تركيا وروسيا وإيران” بحضور مراقبين عن لبنان والعراق والأردن، ووفدي المعارضة والنظام .
من جانبها أكدت الأمم المتحدة الاثنين، أن عمليات القصف المتواصلة لقوات النظام وروسيا في شمال غرب سورية، منذ أواخر شهر نيسان الماضي، تسببت بمقتل أكثر من 500 شخص وتشريد ونزوح ما يزيد عن 440 ألف مدني من بلداتهم وقراهم نتيجة القصف العنيف.
ودعا نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي، إلى ضرورة “حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية” بشمال غرب سورية، مشيراً الى أن ما لا يقل عن 35 شخصاَ قتلوا يومي السبت والأحد الفائتين، فضلاً عن تشريد الآلاف نحو الحدود التركية.
وشدّد حق على أن ضرورة “حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وفقًا للقانون الإنساني الدولي”، مشيراً إلى أن “التقارير أفادت بأضرار جسيمة في المناطق السكنية والبنية التحتية المدنية، شملت سبع مدارس وعيادة صحية وسوقًا ومخبزًا”.
وكانت مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه، قد قالت يوم الجمعة، إن “ضربات جوية نفذها نظام الأسد وحلفاؤه على مدارس ومستشفيات وأسواق ومخابز أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 103 مدنيين في الأيام العشرة الماضية بينهم 26 طفلاً”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي