مرصد مينا- إيران
عمدت إيران خلال الفترة الماضية، إلى تشكيل جماعات نخبوية أصغر حجماً وشديدة الولاء لها، حيث انتقت مئات المقاتلين الموثوق بهم من بين كوادر أقوى الميليشيات الحليفة لها في العراق، لتشكل بهم فصائل أصغر تضم عناصر من النخبة، في تكتيك جديد يقلل من اعتمادها على الميليشيات المعروفة التي عملت معها لسنوات، حسبما ذكر تقرير نشرته وكالة “رويترز”، اليوم الجمعة.
وحسبما نقل التقرير عن مصادر مطلعة، فإن تلك المجموعات السرية الجديدة، تم تدريبها منذ العام الماضي على حرب الطائرات المسيرة والمراقبة والدعاية عبر الإنترنت والتواصل بشكل مباشر على ضباط “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني”.
كما نقل التقرير عن مسؤولين أمنيين عراقيين وقادة ميليشيات ومصادر دبلوماسية وعسكرية غربية، أن هذه المجموعات مسؤولة عن سلسلة من الهجمات المعقدة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في العراق والمنطقة.
وأشار التقرير إلى أن إيران، اعتمدت هذا التكتيك الجديد بعد الانتكاسات التي تعرضت لها في العراق مؤخرا، والمتمثلة بتراجع شعبية الميليشيات الموالية لها نتيجة الاحتجاجات ضد النفوذ الإيراني ومقتل “قاسم سليماني”، الذي كان يدير ملف الميليشيات الشيعية في العراق، حيث شكل مقتله ضربة قوية لطهران لأن خليفته “اسماعيل قاآني” لا يمتلك ذات التأثير على قادة الميليشيات الذين انقسموا وبات من الصعب السيطرة عليهم، بعد أن غاب “سليماني” عن المشهد العراقي.
وترى إيران أن الاعتماد على مجموعات أصغر فيه مزايا تكتيكية أكثر نجاعة، لأنهم أقل عرضة للاختراق، ويمكنهم استخدام أحدث التقنيات التي طورتها إيران لضرب خصومها، مثل الطائرات من دون طيار، حسبما ورد في تقرير الوكالة.
مسؤول أمني عراقي قال إن “الفصائل الجديدة مرتبطة مباشرة بالحرس الثوري الإيراني، مشيرا إلى أن قادة تلك الفصائل يأخذون أوامرهم منهم وليس من أي جانب عراقي”.
كما نقلت الوكالة عن أحد قادة الميليشيات الموالية لإيران قوله إنه “يبدو أن الإيرانيين شكلوا مجموعات جديدة من أفراد تم اختيارهم بعناية كبيرة لتنفيذ الهجمات والحفاظ على السرية التامة”، مضيفا: “نحن لا نعرف من هم”.
في السياق، أكد مسؤولون أمنيون عراقيون، أن ما لا يقل عن 250 مقاتلا سافروا إلى لبنان على مدى عدة أشهر في عام 2020، حيث تلقوا تدريبات على يد مستشارين من “الحرس الثوري” الإيراني وميليشيات “حزب الله” اللبنانية.
التدريبات شملت كيفية إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ وزرع القنابل، بالإضافة إلى مهاجمة الخصوم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكر أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين أن “المجموعات الجديدة تعمل في الخفاء، كما أن قادتها غير معروفين ويخضعون مباشرة لضباط الحرس الثوري الإيراني”.
وقال مسؤولون أمنيون عراقيون ومصادر غربية إن الجماعات الجديدة تقف وراء الهجمات التي استهدفت القوات التي تقودها الولايات المتحدة في قاعدة عين الأسد الجوية العراقية هذا الشهر، ومطار أربيل الدولي في أبريل الماضي، والسعودية في يناير من هذا العام، واستخدمت فيها جميعا طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات.
يشار إلى أن إيران دعمت خلال السنوات الماضية، الميليشيات الكبيرة في العراق مثل كتائب “حزب الله” وكتائب “سيد الشهداء” و”عصائب أهل الحق”.
وخلال العام الماضي، بدأت مجموعات لم تكن معروفة من قبل في إصدار بيانات تتبنى خلالها مسؤولية هجمات صاروخية وتفجير عبوات ناسفة ضد مصالح أميركية في العراق.