مرصد مينا
شهد لبنان موجة غضب ضد اللاجئين السوريين، بعد خطف ومقتل باسكال سليمان أحد المسؤولين في حزب “القوات اللبنانية” من قبل عصابة قيل إنّها سوريّة نقلت جثّته إلى سوريا.
حزب “القوات اللبنانية” طالب الأجهزة الأمنية والقضائية في لبنان بالتحقيق الجدّي والعميق مع الموقوفين لدى الجيش اللبناني، في هذه القضية. وقال الحزب في بيان إنّ “ما سرِّب من معلومات حتى الآن عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجماً مع حقيقة الأمر، إنما نعتبر مقتل باسكال سليمان عملية قتل تمّت عن عمد وقصد وسابق تصور وتصميم، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس”.
وبحسب وسائل إعلام لبنانية، فإنّ منسق حزب “القوات اللبنانية” في منطقة جبيل شمال شرقي العاصمة بيروت، باسكال سليمان، قُتل في سوريا بعد أقل من 24 ساعة على اختطافه، ما أثار بلبلة وهجمات ضد اللاجئين السوريين في لبنان.
وانتشرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر تعرض اللاجئين السوريين في لبنان إلى حملات اعتداء وضرب من قبل مواطنين غاضبين على خلفية مقتل باسكال سليمان.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، مساء أمس، أنّ مدير مخابرات الجيش تمكّنت من توقيف معظم أعضاء “العصابة” من السوريين المشاركين في عملية الاختطاف.
بحسب الجيش اللبناني، فقد تبيّن خلال التحقيق مع الموقوفين، أنّ المخطوف “سليمان” قُتِل من قبلهم خلال محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا، مشيرةً قيادة الجيش اللبناني إلى أنّها تنسّق مع النظام السوري لتسلّم جثّته، بالتزامن مع متابعة التحقيقات بإشراف النيابة العامة التمييزية.
من جانبها، أشارت صحيفة “النهار”، إلى أنّ جثة “سليمان” نُقلت إلى مستشفى “الباسل” داخل الأراضي السورية، ويجري التنسيق لتسليمه إلى الصليب الأحمر الذي سيتولى عملية نقله إلى ذويه في لبنان.
وأفادت وسائل إعلام مقرّبة من النظام السوري، أنّه عثر جثة مجهولة الهوية في العقد الخامس من العمر ملقاة في الأراضي الزراعية بقرية “أبو حوري” في منطقة القصير -الحدودية مع لبنان- غربي حمص، والتي تسيطر عليها ميليشيا “حزب الله” اللبناني.
وفقاً للمصادر، فإن الجثة كانت ملفوفة ببطانية وعليها أثار ضرب بالراس والصدر بأداة صلبة، وقدّرت الطبابة الشرعية زمن الوفاة، منذ 24 ساعة، فيما نُقلت الجثة إلى مشفى “الباسل” في حمص.
وكان الغضب عم مناصري القوات الذين عمد بعضهم للنزول إلى الشارع فيما توجّهت مدرعات للجيش اللبناني إلى منطقة عين الرمانة الشياح التي تشكل خط تماس بين مناصري القوات والكتائب من جهة ومناصري الثنائي الشيعي من جهة أخرى.
الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله نفى في خطاب متلفز ضلوع حزبه في عملية الخطف، معتبرا أن من يوجهون الاتهام الى الحزب إنما يثيرون نعرات طائفية.
بدوره ندد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان أصدره مكتبه بالجريمة، مشددا على “استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها وفي اغتيال المخطوف وتقديمهم الى العدالة”. وأضاف ميقاتي “في هذه الظروف العصيبة، ندعو الجميع إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات”.