أفريقيا الجائعة وقد تطعم أوروبا

افريقيا الجائعة، قد تكون مفتاح “نعيم”أوروبا، أو لنقل منقذها.. لِمَ لا؟ فالقارة التي واجهت انعدامًا مزمنًا للأمن الغذائي في العقود الماضية قد تهب لإنقاذ أوروبا.

ـ ياللمفارقة.

مفارقة اذا ماعلمنا بأن محاصيل  القارة السمراء قد انخفضت بمقدار الثلث مابعد الحرب الروسية الاوكرانية، وقد انخفض لارتفاعات هائلة في أسعار الأسمدة الزراعية ، ومفارقة إذا علمنا أن سوء التغذية يتفاقم في تلك القارة، فوق هذا وذاك فالقارة التي طالما كانت مجرد مستعمرات لاوروبا لقطاف “العبيد” وشحنهم في السفن إلى السادة البيض، قد تأخذ اليوم دور المنقذ لمن استعبدها ذات يوم.

غير أن الأمر يبدو أنه سيأخذ هذا الاتجاه أقله وفق ماتدعو اليه “فيغايا راماشاندران”، مديرة الطاقة والتنمية في “معهد بريكثرو” ببرلين،  فهي تدعو إلى “على أوروبا أن تتجه إلى أفريقيا إذا كانت جادة في ضمان أمن الطاقة لأن القارة تتمتع بإنتاج كبير من الغاز الطبيعي واحتياطيات نفط لم يُستثمر منه إلا القليل منها”.

سيكون الأمر كذلك  فبرلين ومعها الاتحاد الأوروبي يعملان بالفعل على زيادة قدرة خط الأنابيب الذي يربط إسبانيا بفرنسا، ليتدفق المزيد من الغاز الجزائري إلى ألمانيا وأماكن أخرى.

وعلى أوروبا المساهمة بشكل عاجل في استغلال الحقول الجديدة وزيادة إنتاج الغاز في كل من الجزائر وليبيا. لكن أكبر المصادر الأفريقية تقع جنوب الصحراء، بما في ذلك نيجيريا التي تمتلك حوالي ثلث احتياطيات القارة، إضافة إلى تنزانيا والسنغال.

“راماشاندران” تعود  لتقول إن على ألمانيا ألا تتجاهل هذه الفرص، فعلى سبيل المثال، سينقل خط الأنابيب المقترح العابر للصحراء الغاز من نيجيريا إلى الجزائر عبر النيجر.

وسيبلغ طول خط الأنابيب العابر للصحراء أكثر من 2500 ميل، ويمكن أن يضخ ما يصل إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري إلى أوروبا سنويا أي ما يعادل ثلثي واردات ألمانيا لعام 2021 من روسيا.

نيجيريا متحمسة لتصدير بعض احتياطياتها البالغة 200 تريليون قدم مكعب من الغاز، إذ يقول ييمي أوسينباغو نائب الرئيس النيجيري إن الغاز الطبيعي يعتبر وقودا نظيفا نسبيا ومحركا للتنمية الاقتصادية وكسب النقد الأجنبي.

ومن المرجح أن يستغرق إكمال خط الأنابيب العابر للصحراء عقدًا أو أكثر، وستساهم شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا في توفير الغاز بشكل سريع.

حسنًا.. ماذا بعد أن تمتد اليد الافريقية إلى الأفواه الأوروبية لإنقاذ القارة؟

هل سيسقط التاريخ عن كتفيه ذاكرة أمم اشتغلت سادة على عبيد يجمعون لها وقود احتراقهم؟

Exit mobile version