أفكار إسرائيلية من خارج الصندوق.. تسلق الحبل ونزوله

مرصد مينا

تتدفق السيناريوهات الإسرائيلية، فـ “المصاف الذي تدخله الحرب” وفق إسرائيل اليوم “لن يخلق صورة نصر”، والحال كذلك ماهي صورة النصر الذي يبحث عنها الإسرائيليون.

وفق الصحيفة إياها سيكون السيناريو “من خارج الصندوق” وعليه والكلام للصحيفة “ثمة حاجة لتغيير الإطار كله” وبالطبع دون أن يخرج من الميدان.

ـ اولاً وفق قراءة ما أسمته من خارج الصندوق فـ “على الإسرائيليين” ما يلي:

ـ الاهتمام بإمكانية التقدم غير المتواصل والمتعلق بالواقع في الميدان، وذلك إلى جانب خلق أفق إيجابي للسكان المدنيين.

ثانياً :جذر الخلاف لا يزال قائماً؛ فالقسم الأكبر من الفلسطينيين لا يزال يتبنى الجهاد، ويتطلع لقيادة حماس في الكفاح ضد إسرائيل.

ثالثاً: على حد فكرهم ، والمقصود هنا الفلسطينيون، لا يفترض أن تنتهي “العودة” في تحقيق فكرة الدولتين أو حتى في العيش بانسجام في دولة واحدة، بل بإبادة الدولة اليهودية بسكانها.

تلك بديهيات إسرائيلية تتدفق من خارج الصندوق ولهذا تذهب إسرائيل اليوم للقول:

ـ بودي.

فما الذي بودها؟

بودها أن تطرح فكرة من خارج الصندوق، تستند إلى لعبة الصندوق. كبار السن في إسرائيل لا بد يتذكرونها وهي لعبة “سلالم وحبال”.

من جهة، الصعود للسلم، بمعونة الإيفاء بشروط محددة جداً، تقرب الفلسطينيين من تحقيق حل الدولتين والاستقلال. بالمقابل، الخروج عن المبادئ المقررة (سلوك غير غريب عن الفلسطينيين، في أقل تقدير) يؤدي إلى الهبوط إلى الأسفل بالسلم والعودة إلى واقع لا يرغبه الفلسطينيون أنفسهم إلا قليلاً.

المرحلة الأولى: والكلام على الدوام لإسرائيل اليوم، إقامة مخيمات لاجئين مؤقتة قرب البحر. مخيمات من هذا القبيل سبق أن أقيمت في الحرب الأهلية في سوريا وأفغانستان وغيرهما. لذا ستكون حاجة إلى إنهاء تام لأعمال الأونروا في القطاع وإلقاء المسؤولية على منظمات دولة تختص بمناطق الكارثة.

تقام إلى جانب ذلك أجهزة دولية للعناية بالسكان، تسيطر إسرائيل ومصر على معابر رفح، ويبقي الجيش الإسرائيلي على حرية العمل في غزة ويحتفظ بحزام أمني واسع في أراضيها.

الاضطراب والجريمة والإرهاب تؤدي إلى “النزول بالحبل” وتؤجل إعمار قطاع غزة.

المرحلة الثانية: بداية الأعمال. تحذر الصحيفة من الدخول إلى نموذج “إخلاء – بناء”، لذا مثل هذه المرحلة لا تبدأ إلا بعد مرور ثلاث سنوات. وهي تنفذ بالتدريج من محافل دولية بإشراف إسرائيلي.

السلطة الفلسطينية، في صيغة جديدة، تشارك في المسيرة، لكن ستفحص في كل خطوة وخطوة. كجزء من هذا، يتم تصميم جهاز تعليم جديد في القطاع، ومناهج تعليمية تكتبها لجنة تربوية دولية بإشراف متشدد على نشاط الجهاز. في هذه المرحلة، يقام صندوق دولي لتمويل إعمار القطاع، وتتيح دول عربية معتدلة للغزيين الوصول والعمل في نطاقها، وإسرائيل تسمح بهجرة طوعية إلى أماكن توافق على استيعاب لاجئي القطاع.

في حالة انتفاضة – نزول إلى الأسفل: يتوقف إعمار القطاع وكذا يتوقف خروج الغزيين للعمل في دول المنطقة.

المرحلة الثالثة، إقامة قوة حفظ نظام فلسطينية بإشراف إسرائيلي ومصري. وتبقي إسرائيل على حرية عمل أمني في القطاع. إذا لم تقم القوة الفلسطينية بدورها، تحل وتستبدل بقوة عربية بمشاركة إسرائيل.

المرحلة الرابعة: منطقة التجارة الحرة – غزة. في هذه المرحلة، التي لن تبدأ إلا بعد سبع سنوات من بداية خطة الإعمار، يبنى ميناء في القطاع وممر بري مع الضفة. مع خروج المشاريع إلى حيز التنفيذ بتوجيه وتمويل دوليين، مثل شبكة سكك حديدية تربط القطاع بمصر والأردن، يعترف بغزة كمنطقة تجارة حرة.

المرحلة الخامسة: مع مرور عشر سنوات، وفي حالة أن يسمح الواقع بذلك، حينئذ يقام كيان مستقل ومجرد من السلاح في غزة. هذه، بدورها تصبح جزءاً من الدولة الفلسطينية. هنا أيضاً الحبل واضح؛ إن عدم الالتزام بالاتفاقات يؤدي إلى وقف مسيرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

بحث “اليوم التالي في غزة يجب أن يتركز على “العقد التالي” والتصدي لصدمات الماضي لدى الطرفين من خلال بناء تدريجي وحذر للثقة. هكذا نتمكن من التحرك نحو حل أحد النزاعات الأطول في الزمن الحديث.

كاتب “الخروج من الصندوق هذا هو الصحفي الإسرائيلي عوديد عيلام، وقد استلهم أفكاره بمجملها من سياسة القضم، او ما يمكن إحالته إلى دماغ هنري كيسنجر، وبالنتيجة ثمة “فلسطيني” يصعد الحبل وينزل، وفي الحالين “وفق المشيئة الإسرائيلية”.

تلك هي أفكار من “يخرج من الصندوق”.

الإسرائيليون المحاصرون بالجغرافية يشتغلون على كسر الحصار بكسر الصندوق.

ما تبقى:

ـ هل ثمة فلسطيني يشتغل على الخروج من الصندوق؟

Exit mobile version