مرصد مينا – تركيا
قال رئيس الوزراء التركي السابق ورئيس حزب المستقبل “أحمد داود أوغلو”، إن قضية “أكاديميو السلام” كانت أبرز أسباب الخلاف مع الرئيس “رجب طيب أردوغان”.
صحيفة “زمان” نقلت عن “اوغلو”: أن”(أكاديميو السلام)، هي مجموعة من الأكاديميين الأكراد والأتراك، كانوا وقعوا في العام 2015 على عريضة طالبوا فيها الحكومة التركية بزعامة حزب العدالة والتنمية وأردوغان، باستئناف مفاوضات السلام مع حزب العمال الكردستاني لتسوية القضية الكردية”.
وذكر أوغلو: أن “أردوغان أطاح بطاولة مفاوضات السلام الكردي بعد أن اتجه المواطنون الأكراد إلى دعم حزب الشعوب الديمقراطي بدلا من حزب العدالة والتنمية”. مشيراً إلى أن “موضوع أكاديمي السلام واعتقالهم ومعاقبتهم كان أحد أهم نقاط الخلاف الرئيسية مع رئيس الجمهورية أردوغان، وهذا التصرف لا يتوافق مع مبادئ حرية التعبير”.
رئيس حزب المستقبل المعارض “أوغلو” في حوار صحفي قال : “طوال حياتي دافعت عن ضرورة التوازن بين الأمن والحريات، ولكن في السياسة التركية اليوم تجاوزت التدابير الأمنية الحريات، الكلمات التي تعبر عن الوضع السياسي الحالي هي: الأمن، والتضييق، والظلم، والفساد”. مشيراً إلى أن “رئيس الجمهورية أردوغان الذي دفع بالبلاد نحو الديمقراطية في أول الألفينات، اليوم هو نفسه يتعاون مع القوى التي تحاول إدارة تركيا بأساليب ديكتاتورية”.
ورأى الحليف القوي السابق للرئيس التركي، أن أردوغان يعتبر “كل من يطالبه بالعودة إلى طاولة مفاوضات السلام الكردي إرهابيا أو داعما للإرهاب، ما أسفر عن اعتقال عدد كبير من الأكاديميين منذ العام 2015 وحتى اليوم”. مؤكداً أن “أردوغان نفسه هو الشخص الذي يمثل التصرفات المعادية للديمقراطية في السياسة التركية”.
المسؤول التركي السابق الرفيع، تطرق إلى قضية إسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية في نوفمبر 2015، مشيرا إلى أنه أكد “على رئيس أركان الجيش عندما أخطرني بالأمر، على ضرورة التواصل مع الجانب الروسي قبل إعلان الخبر على الرأي العام التركي.
وأضاف “آوغلو”: كان يجب التواصل مع الرئيس الروسي بوتين بشكل خاص، لأنني كنت أعرف أهمية تفعيل الدبلوماسية في هذه الحالات، ولكن لم يتم تنفيذ هذه التعليمات، وصدر بيان من رئاسة الجمهورية يعلن إسقاط القوات الجوية التركية طائرة حربية روسية. موضحاً أن البيان خاطئا، لأنه لو لم يتم إعلان الأمر بهذا الشكل لن يكون من الممكن السيطرة على الأمر بالطرق الدبلوماسية، كما حدث بالفعل”.
يذكر ان “أحمد داود أوغلو”، رئيس وزراء تركيا السابق أسس حزب سياسي، بعد مرور أربعة أشهر على استقالته من حزب العدالة والتنمية الحاكم، في نهاية العام ٢٠١٩، ويحمل اسم (حزب المستقبل)، وشعاره “ورقة شجر الجميز”، وألحق حزب المعارضة الرئيسي في تركيا أوائل العام الحالي هزائم قاسية بحزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات البلدية ليسيطر على إدارة العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول، المركز التجاري للبلاد، بعد أكثر من عقدين.