ستشهد اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية التي ستعقد بشكل افتراضي، اليوم وغداً الموافق لـ 18 و19 أيار/ مايو الجاري، مطالبة أكثر من 100 دولة، لإجراء «تحقيق مستقل» حول وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وأسباب انتشاره وتفشييه.
ولاقى الاقتراح تجاوباً من معظم الدول، ودعماً دولياً مباشراً من أستراليا والهند ونيوزيلندا وروسيا، والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، وكذلك المملكة المتحدة، وأيرلندا الشمالية، فيما كانت المفاجأة بعدم موافقة وتوقيع الولايات المتحدة على المقترح.
وحسب التسريبات، فإن مسودة «مشروع القرار» لا تُشير على وجه التحديد إلى حكومة الصين، على الرغم من أن بكين تواجه تدقيقاً دولياً متزايداً في معالجتها الأولية لتفشي فيروس كورونا، والذي بدا انتشاره، بحسب السلطات الصينية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي 2019. وفقاً لـ”CNN”.
وتعد أستراليا من الدول الأولى التي دعت إلى إجراء «تحقيق مستقل» في انتشار فيروس كورونا المستجد، من خلال وزيرة الخارجية، «ماريز باين»، في نيسان/ أبريل الفائت، ومعالجة «شفافية الصين بالتأكيد» في التعامل مع أزمة انتشار الفيروس.
فيما اعتبرت الصين، وعبر تصريحات العديد من مسؤوليها، دعوات إجراء تحقيق مستقل بأنها ناتجة عن «دوافع سياسية» واصفةً ما يجري بـ«أكاذيب من السياسيين الأمريكيين»، مشيرةً إلى أنهم «يلفقون الاتهامات لإلقاء اللوم على الصين في انتشار فيروس كورونا، فيما كررت السلطات الصينية، نفيها إخفاء معلومات أو التأخر في نشر معلومات حول انتشار فيروس (كوفيد 19)».
وفي أول تعليقٍ لها على مسودة مشروع القرار، قالت الدول الموقعة إنه ضروريّ «إدراكاً لحاجة جميع البلدان إلى الوصول في الوقت المناسب دون عوائق إلى التشخيصات عالية الجودة والآمنة والفعالة والميسورة التكلفة، والعلاجات والأدوية واللقاحات والتقنيات الصحية الأساسية ومكوناتها».
وأضافت الدول أن ذلك ستؤمن حجم حاجتنا إلى «المعدات اللازمة للاستجابة لفيروس كورونا»، مؤكدة دعوة الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية إلى الشروع في «عملية متدرجة للتقييم النزيه والمستقل والشامل».
وأوضحت أن ذلك سيتضمن أيضاً طريقة «استخدام الآليات القائمة، حسب الاقتضاء، لمراجعة الخبرة المكتسبة والدروس المستفادة من الاستجابة الصحية الدولية المنسقة من منظمة الصحة العالمية لفيروس كورونا المستجد».
وكان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، مايك رايان، قد أشار الأربعاء الماضي، إلى أن فيروس كورونا المستجد، «قد لا ينتهي أبداً، وقد ينضم إلى مزيج الفيروسات التي تقتل الناس في جميع أنحاء العالم كل عام»، لكنه عاد وأكد أنه مع اللقاح «قد يكون لدينا فرصة للتخلص من هذا الفيروس، ولكن يجب أن يكون اللقاح متاحاً، ويجب أن يكون فعالاً للغاية، ويجب أن يكون متاحاً للجميع»، حسب تعبيره.