على الرغم من تنوع سياسات وأساليب القتل، التي تتبعها الميليشيات الحوثية بحق اليمنيين، جوعاً وقنصاً وقصفاً، إلا أن الألغام، التي زرعتها في كافة المناطق التي سيطرت عليها، كانت واحدة من أبرز أساليب القتل الجماعي المفضلة لديها، والتي وصلت أثارها حتى أسماك البحر، التي قضت أعداداً منها بسبب الألغام البحرية التي ألقتها الميليشيات.
تقارير طبية يمنية، كشفت أن الألغام الحوثية باتت تحصد يومياً عشرات اليمنيين، لا سيما الأطفال منهم، لافتةً إلى أن 190 شخص قضوا في منطقة الجوف وحدها منذ عام 2016 وحتى مطلع العام 2019، بالإضافة إلى إصابة 385 آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة، بعضهم فقد إحدى أطرافه أو أكثر.
إلى جانب ذلك، أكدت التقارير أن مئات المدنيين أيضاً قضوا في مدينة تعز بسبب الألغام الحوثية المزروعة في المناطق السكنية، مشيرةً إلى أن عدد الإعاقات بين المدنيين وصلت في آخر إحصائية رسمية إلى 120 إعاقة.
ومع تزايد حالات الموت بالألغام، أشارت التقارير الطبية إلى صعوبة الوصول إلى إحصائيات دقيقة، بسبب منع الميليشيات الحوثية للكوادر الطبية والفرق الإغاثية من العمل داخل مناطق سيطرتها، إلى جانب ارتفاع عدد ضحايا تلك الألغام بشكل يومي.
تزايد خطر الألغام، وتحولها إلى شبح موت يومي يطارد اليمنيين حتى منازلهم، ارتبط بارتفاع أعداد تلك الألغام، التي زرعها الحوثيون في كامل المناطق التي سيطروا عليها في السابق، حيث كشفت الفرق الهندسية التابعة للجيش اليمني، أنها أتلفت آلاف الألغام المزروعة في المناطق المحررة، بينها ألغاماً مضادة للدروع والأفراد وعبوات ناسفة، وقنابل غير منفجرة.
ولفتت فرق الهندسة إلى عدد الألغام والمتفجرات التي تم اتلافها في محافظة الحديدة وحدها 12 ألف لغم أرضي، في حين تم إزالت 1750 لغماً أرضياً في المناطق المحررة من مدينة صعدة، معقل الحوثيين الرئيسي.
أما المشكلة الأكبر التي تمثلها ألغام الحوثي وعبواته المتفجرة فتكمن وفقاً لمنظمات طبية وحقوقية محلية وجولية، في أنها ذات خطر طويل الأمد قد يمتد لسنوات وربما لعقود، لا سيما مع صعوبة حصر مناطق زراعة الألغام وانتشارها، مشيرةً إلى أن دول أوروبا ورغم كل الجهود والتقنيات المتوافرة لديها، إلا أنها تعاني إلى اليوم من قذائف الحرب العالمية الثانية التي لم تنفجر.
واعتبرت المنظمات أن زراعة الألغام بهذه العشوائية يرقى إلى مستوى جريمة حرب ضد الإنسانية، مطالبةً المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته، تجاه حياة اليمنيين والقتل العشوائي الذي تمارسه الميليشيات الحوثية بدعم إيراني.