ألمانيا.. أول انتخابات شتوية منذ 38 عاماً وسط قلق من تراجع الإقبال

مرصد مينا

في سابقة هي الأولى منذ 38 عاماً، يستعد أكثر من 59 مليون ناخب ألماني للمشاركة في انتخابات فدرالية مبكرة في فصل الشتاء يوم الأحد المقبل.

تأتي هذه الانتخابات بعد انهيار حكومة المستشار أولاف شولتس وحكومته الائتلافية في نوفمبر الماضي، مما أدى إلى فقدان الأغلبية البرلمانية، وحل البرلمان، ثم الدعوة لإجراء الانتخابات المبكرة التي ستكون قبل موعدها الأصلي بنحو ثمانية أشهر.

تعد هذه الانتخابات التي ستجرى في فترة الشتاء بمثابة اختبار كبير للإقبال على التصويت، حيث يشير التاريخ إلى أن انتخابات عام 1987، التي فاز فيها المستشار هلموت كول، شهدت أدنى معدل تصويت منذ عام 1949 بسبب الطقس البارد.

في هذا السياق، يخشى المرشحون الأربعة من تكرار نفس السيناريو، حيث يسعى كل منهم لكسب تأييد الناخبين في ظل الطقس القاسي، وذلك لتأمين الفوز وتسهيل تشكيل حكومة دون الحاجة إلى تحالفات معقدة، كما ورد في تقرير صحيفة “بوليتيكو”.

فيما يتعلق بأحدث استطلاعات الرأي، لايزال حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي يتصدر نوايا التصويت بنسبة 27% من التأييد، يليه حزب “حزب البديل لألمانيا” اليميني المتطرف بنسبة 20%.

بينما حصل حزب المستشار الحالي مرشح الديمقراطي الاجتماعي على 17%، في حين يحل روبرت هابيك، مرشح حزب الخضر، في المركز الرابع بنسبة 12%، بحسب نتائج مركز “يوجوف” لاستطلاعات الرأي.

من ناحية أخرى، تشكل الظروف الشتوية تحدياً لوجستياً كبيراً للأحزاب التي تسعى إلى الفوز بمقاعد في البرلمان.

إذ أدت الثلوج إلى تعقيد الحملات الانتخابية في العديد من مناطق البلاد، ما دفع وزير الصحة كارل لاوترباخ، من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، إلى الإشارة إلى أنه اضطر لشراء معطف شتوي سميك، مؤكداً أنه استخدم دفايات اليدين لأول مرة في حياته.

وقال لاوترباخ:” إن القيام بحملات انتخابية في طقس الشتاء القارس ليس أمراً ممتاً بالنسبة لي”.

وفي ظل هذه الظروف، اضطرّت الأحزاب إلى تنظيم تجمعاتها الانتخابية داخل الأماكن المغلقة بدلاً من المساحات الخارجية الكبيرة، ما قلل من مرونتها في تحديد عدد الحضور.

ومن المرجح أن تؤثر البرودة الشديدة في معدل الإقبال على التصويت، وهو ما حدث في الانتخابات السابقة في 25 يناير 1987، حيث سجلت تلك الانتخابات أدنى نسبة إقبال منذ عام 1949.

من جانبه، أعرب فريدريش ميرز عن قلقه بشأن تأثير الطقس على الحملة الانتخابية، قائلاً: “حملات الانتخابات الشتوية تتطلب قدراً أكبر من الحذر، ويجب أن نكون جميعًا أكثر حذراً مقارنة بحملات الصيف”.

يُذكر أن المستشار أولاف شولتس قد فقد تصويت الثقة في البرلمان الألماني بعد صراع طويل حول الميزانية، حيث حصل على دعم 207 أعضاء فقط بينما عارضه 394 عضواً، في حين امتنع 116 عن التصويت.

وتعد هذه الخطوة جزءاً من عملية إنهاء الائتلاف الهش الذي كان يقوده شولتس منذ نوفمبر 2021.

ومن المتوقع أن تعيد الانتخابات القادمة تشكيل المشهد السياسي في ألمانيا، مع ترجيح تقدم الاتحاد الديمقراطي المسيحي بقيادة فريدريش ميرز.

Exit mobile version