
مرصد مينا
مع دخول الحرب الأهلية في السودان عامها الثالث اليوم الثلاثاء (15أبريل 2025)، وفي ظل تصاعد الأزمة الإنسانية والنزوح الجماعي، أعلنت ألمانيا عن تقديم 125 مليون يورو لدعم منظمات الإغاثة الدولية والمحلية، في محاولة للتخفيف من معاناة الملايين المتأثرين بالنزاع.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في بيان، إن التمويل المقدم سيوجه لتوفير الغذاء والدواء بشكل طارئ لمن هم في أمسّ الحاجة، مشيرة إلى أن الوضع في السودان يمثل “أكبر كارثة إنسانية في عصرنا”.
يأتي الإعلان عشية مؤتمر دولي يُعقد في العاصمة البريطانية لندن، بمشاركة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، بهدف مناقشة سبل الاستجابة للأزمة المتفاقمة في البلاد.
ولفتت بيربوك إلى أن المؤتمر سيركّز على فتح ممرات إنسانية آمنة، وحماية المدنيين، ودعم جهود التوصل إلى حل سياسي شامل.
وأكدت الوزيرة أن مناطق واسعة من السودان “تحوّلت إلى مناطق موت دائم”، مشيرة إلى أن النزاع دمّر مدناً وقرى بأكملها، وأجبر ملايين العائلات على الفرار، فيما تواجه النساء والأطفال مستويات مروّعة من العنف الجنسي.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 13 مليون شخص نزحوا منذ بدء النزاع، منهم 8.6 مليون داخل البلاد، بينما اضطر 3.8 مليون إلى الفرار إلى خارج الحدود.
وبحسب المفوض الإقليمي عبدالرؤوف غنون كوندي، فإن حوالي 88% من النازحين هم من النساء والأطفال، وقد أبلغت كثير من النساء عن تعرضهن للاغتصاب.
وفي موازاة التحركات الدبلوماسية، تتواصل المعارك العنيفة في مختلف أنحاء البلاد. فقد قُتل أكثر من 400 شخص خلال الأسبوع الماضي فقط، نتيجة هجمات عنيفة شنتها قوات الدعم السريع ضد مواقع للجيش السوداني في إقليم دارفور غرب البلاد.
وأكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن هذه الحصيلة تم توثيقها عبر “مصادر موثوقة”.
وتصاعدت الهجمات مؤخراً في مدينة الفاشر ومحيطها، حيث أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مخيم “سمسم”، الذي يضم أكثر من 500 ألف نازح، بحسب الأمم المتحدة.
جدير بالذكر أن الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اندلعت في مثل هذا اليوم قبل عامين( في 15 أبريل 2023)، في وقت كان الطرفان يناقشان دمج قوات الدعم السريع ضمن الجيش واستئناف مسار سياسي جديد في البلاد.