fbpx
أخر الأخبار

أما وقد أسقط صبايا إيران عمامة المرشد

عام 2009 تظاهرات واحتجاجات ضخمة في طهران، وكانت قيادة التظاهرات لرجال الدين وقد تمردوا على مرجعياتهم ونظامهم، وفي عام 2017 اندلعت التظاهرات  لأسباب معيشية، وفي 2019 عادت التظاهرات في إيران استكمالاً لتظاهرات 2017 واجتاحت الارياف والأقاليم البعيدة، واليوم ثورة النساء وهاهي تمتد، وسط عنف للنظام عنوانه “أطلقوا النار على االمتظاهرين إكرامًا لقاسم سليماني”.

من داخل البيت العقائدي، ومن الشارع، واليوم من الجامعات والمنازل، ما يعني ان الإيرانيين مجمعون على إسقاط “المرشد” وقد تكون اللحظة الإيرانية الراهنة هي الأخطر على نظام يحكم بالعقاب الإلهي وبالسكاكين، فلم يمر عام خلال عقدين إلاّ والتظاهرات تجتاح مدن وأرياف ايران..  يحدث هذا مع سلسلة من وجوه السلطة التي اشتغل المرشد على تبديلها ، خاتمي، ونجاد، وروحاني، ورئيسي، ما يعني أن المسألة أعقد من تبديل حكومي ليطال تبديلاً في النظام والمنظومة برمتها، ومع كل انتفاضة يذهب المرشد للتاكيد على أن حالات التمرد هذه، ليست سوى “مؤامرة” على نظام “الفضيلة”، وهي مؤامرة “امبريالية” بطبيعة الحال، ملقيًا اللوم اولاً على الأمريكان، دون أدنى مراجعة لنظام بات خارج الأزمنة بما فيها الزمن الإيراني وقد اختبر سلطة الملالي بعد  أن حملها أربعون عامًا ابتدأت بالترحيب وانتهت باللعنة، حتى بات الإيرانيون يلعنون ذاك الترحيب الهائل الذي استقبل به “الخميني” وهو يطأ أرض طهران قادماً من منفاه في باريس، وبصحبته مجموعة من الرجال الذين قادوا الثورة على لشاه، وهم الرجال الذين اغتالهم الخميني واحدً تلو الآخر حال أن تمدد في السلطة وبات رجلها الأوحد، لتدار السلطة وعبر اربعة عقود من رجال متمسكون  باستعباد سبعين مليون مواطن، لهم تاريخهم وهويتهم الحضارية، وقد عرفت بلادهم اطوارًا حضارية كانت من بين ثلاث أمبراطوريات تنافس الامبراطورية الرومانية فيها، وقد خلّفها المرشد ومنظومته اليوم، لتغدو بلاد الكهف المدار بالتحليل والتحريم حتى غدت “كندرة ” المرأة عورة.

بداية ذهب الاعتقاد أن التظاهرات هي مجرد رد فعل على مقتل الفتاة الكردية سيما اميني، وقد اشتغل الرئيس إبراهيم رئيسي في البداية، على استرضاء جمهور المتظاهرين قائلاً إن ما فعلته الشرطة الدينية كان خاطئاً، وسيتمُّ التحقيق فيه، وإنَّه يتعاطف مع، أهل الفتاة القتيلة، كما لو أنَّها واحدة من بناته، فعل ذلك ببلاهة من يعتقد أن الانفجار بحدث مستقلاً عن التفاعلات السابقة عليه، وهي تفاعلات تطال الخبز، والتمييز العرقي والديني، وكبت الحريات، وفساد النظام وفساد المرشد، كما جرائم النظام المتصلة التي لم تتوقف يومًا، والاهم من هذا وذاك عزل إيران عن الزمن حتى غدت بلدًا منبوذا لايساويها في النبذ بلد سوى كوريا الشمالية، ومن  بعدها تعالت الصيحات في إيران ولم يكن مقتل البنت سوى كبسولة الانفجار التي إن لم تتوفر اليوم فستتوفر في الغد، ومعلوم أن الباسيج والحرس الثوري سيواجهون الناس بالحديد والنار وهذا ما يحدث اليوم لإطفاء جذوة الثورة.

الرهان على انتصار ثورة صبايا إيران قد يكون مبكّرًا، بل قد يكون انتصار هذه الثورة مستبعدًا، غير أن التاريخ لابد ويسجل في دفتره:

ـ صبايا إيران يمرغون هيبة المرشد.

ومن بعدها، لن تتوقف الاحتجاجات ولا الثورات فالثورة المهزومة اليوم، قد تولد ثورة ظافرة في الغد.

كل الحتمالات مفتوحة في إيران سوى احتمال واحد غائب.. الغائب هو:

ـ استعاد الشرعية الأخلاقية لنظام سقط بكل معاني السقوط الأخلاقي والوجداني.. لم يتبق منه وله سوى:

ـ الحديد والنار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى