أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها اختبرت يوم أمس الخميس إطلاق صاروخاً بالستياً من الأرض من قاعدة “فاندينبرغ” الجوية في ولاية كاليفورنيا.
فقد أكد المتحدث باسم قاعدة “فاندينبرغ” الجوية الأمريكية الخبر إذ أعلن؛ بأن الولايات المتحدة اختبرت، يوم أمس الخميس، “صاروخا بالستياً موجها متوسط المدى، غير نووي، تمركزه أرضي”، كان محظورا في إطار معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى.
وخرجت الولايات المتحدة الأمريكية من معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى مع روسيا في الصيف الماضي، ما مكنها من إجراء الاختبار بشكل قانوني، لا يخالف التزاماتها الدولية.
وقال مصدر في حلف شمال الأطلسي “الناتو” في بروكسل؛ إن هذا الإطلاق كان سيصبح بمثابة انتهاك لتلك المعاهدة بحال ما زالت أمريكا منضمة للمعاهدة.
وصرح الليفتنانت كولونيل “روبرت كارفر” لوسائل إعلام أجنبية وأمريكية: ” لقد أجرت وزارة الدفاع تجربة إطلاق صاروخ بالستي بشكل تقليدي في نحو الساعة 8.30 صباحاً بتوقيت المحيط الهادي . . . نقوم حالياً بتقييم نتائج الاختبار”.
واختبرت الولايات المتحدة صاروخ كروز في شهر آب من الصيف الماضي، كان سيتم حظره بموجب معاهدة القوى النووية المتوسطة.
وأثارت الخطوة الأمريكية مخاوف كلاً من الصين وروسيا خصما الولايات المتحدة الأمريكية في سباق التسلح، حيث أوردت كلتا الدولتان، تحذير من سباق تسلح جديد، وطلبتا عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي.
وتمتلك الصواريخ البالستية إمكانية حمل رؤس حربية تقليدية، أو نووية، أو جرثومية، أو كيماوية، وتخشا الدولتان من أن يكون الاختبار الأمريكي خطير، لكن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أكدت أن الصاروخ لم يكن مجهز ليحمل رؤوساً نووية.
بالنسبة للصين أبدت بصراحة تخوفها ونددت بالتجربة، حيث أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية “هوا تشونينغ” أن تصريحات وزير الدفاع الأمريكي “مارك إسبر”، تؤكد أن الولايات المتحدة بدأت بالتحضير لاختبارات الصواريخ المحظورة بموجب معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، قبل وقت طويل من انسحابها الرسمي من هذه المعاهدة.
وقالت المتحدثة للصحفيين: “منذ 2 أغسطس من هذا العام، عندما أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، أجرى البنتاغون بالفعل اختبارين لصواريخ أرضية”.
وادعت “تشونينغ”، أن واشنطن “مثلت بشكل سيء” عندما اتهمت روسيا بانتهاك معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى والتهديد الذي تمثله الصين.
كما أعلنت روسيا قلقلها من التجرية الصاروخية الأمريكية، فقد قال مدير قسم عدم الانتشار والرقابة على التسلح في وزارة الخارجية الروسية “فلاديمير يرماكوف” : إن “هذا يقلقنا بطبيعة الحال سوف نأخذ ذلك في الاعتبار”.
بينما اعتبر النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما الروسي لشؤون الدفاع “أندريه كراسوف”، الولايات المتحدة الأمريكية انتهكت المعاهدة، باعتبار أن الوقت المعلن عنه لصناعة النموذج البالستي قصير وغير واقعي، “إن التجارب الناجحة للصاروخ البالستي الأمريكي، الذي قالت واشنطن أن صناعة نموذجه استغرقت 9 أشهر فقط، يدل على انتهاك الولايات المتحدة لأحكام معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، مشيرا إلى استحالة تصنيع صاروخ خلال هذه المدة القصيرة”.