تتصارع تركيا مع الوقت لتأمين حدودها الجنوبية، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية تقف لها بالمرصاد، وتمنع أي تقدم لأنقرة في شمال سوريا فميزان القوة في الشرق الأوسط محوره هناك، وسط التجمع البشري المتشابك، حيث يجتمع العرب، والكرد، والترك، والإيزيدين، والتركمان، والآشوريين وغيرهم.
تتجاذب الدولتان تصريحات النارية، بين أخذ ورد لكن الوضع لغاية الآن تبدو الأمور تحت السيطرة الدولية.
حذر وزير الدفاع الأميركي “مارك إسبر” اليوم الثلاثاء 6 آب تركيا خلال زيارته إلى اليابان، من القيام بأي عملية شمال سوريا، وقال للصحفين المرافقين له؛ أن واشنطن ستمنع أي غزو تركي لشمال سوريا، مؤكداً أن أي عملية تركية في شمال سوريا ستكون “غير مقبولة”.
وأضاف “إسبر”: “نعتبر أن أي تحرك أحادي من جانبهم سيكون غير مقبول”.
وتابع: “ما سنفعله هو منع أي توغل أحادي من شأنه أن يؤثر على المصالح المشتركة للولايات المتحدة وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا”، وقال إن واشنطن تأمل في التوصل إلى اتفاق مع أنقرة بشأن عملية شرق الفرات.
كلام وزير الدفاع الأميريكي جاء بعد أن أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قبل يومين أن بلاده تستعد لعملية في شمال سوريا وبالتحديد شرق نهر الفرات-المنطقة التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن.
وأوضح “أردوغان في خطاب جماهيري في ولاية بورصة شمال غرب تركيا، أنه أبلغ كل من الولايات المتحدة الأميريكية وروسيا بالعملية العسكرية المزمع شنها بعد عيد الأضحى القادم.
وأكد “أردوغان” كلامه مجدداً اليوم الثلاثاء 6 آب، فقال في خطاب بثته شاشات التلفزة التركية، أن بلاده إذا لم تتحرك شمال سوريا ستدفع ثمناً باهظاً.
وأعلن الرئيس التركي، أن بلاده تستعد “للقضاء” على التهديد الذي تمثله وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سوريا في وقت قريب جداً.
وتأتي هذه التصريحات الأميركية في وقت تتواصل فيه المحادثات بين وفد عسكري أميركي مع المسؤولين الأتراك في أنقرة للتوصل إلى اتفاق بشأن إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري شرق الفرات.
ويرى مراقبون أن التصريحات الأميريكية إنما هي دليل على تعثّر المفاوضات التي تجري في أنقرة اليوم.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي