في سعيها للحد من قوتها وسطوتها، تسعى أميركا لضرب إيران في اليمن، إذ تنظر إيران لليمن على أنه امتداد لأطماعها في الخليج العربي لتمد سيطرتها على مضيقي الهرمز وباب المندب، وأنشأت لأجل ذلك مليشيا الحوثي ذراعها العسكري في اليمن والتابع عملياً لمليشيا الحرس الثوري الإيراني، القوة المسلحة الغير نظامية والموازية للجيش الإيراني الرسمي.
أعلن الرئيس اليمني “عبدربه منصور هادي” أمس الثلاثاء 6 آب، عن وجود تعاون وتنسيق بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية في مختلف المجالات “ومنها محاربة الإرهاب ومواجهة التدخلات الإيرانية وأطماعها في اليمن وزعزعتها لأمن واستقرار المنطقة والعالم”.
ولفت هادي، إلى تحذيره من تداعيات ذلك -التدخل الإيراني- باكراً، وذلك وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية خلال استقباله سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن “كريستوفر هنزل”.
كما ثمن الرئيس اليمني دعم وجهود الولايات المتحدة الأميركية لليمن ومسارات السلام، بدوره، أكد السفير الأميركي دعم بلاده لليمن وحكومتها الشرعية ووحدتها وأمنها واستقرارها.
ويواجه الجيش اليمني مليشيا الحوثي المدعومة من إيران داخل اليمن، وتعمل هذه المليشيا على زعزة الوضع اليمني، كما أنها تنقض المواثيق الأممية التي توقع عليها مثل ما حصل بمعاهدة الحديدة الموقعة في سويسرا، كما أنها تعمل على عرقلة الجهود الأممية الرامية إلى التوصل لحل في اليمن.
طالت فضيحة مدوية منظمات أممية تعمل في اليمن، بسبب التعاون مع مليشيا الحوثي، حيث كشف تقرير للأمم المتحدة تورط المنظمة الأممية في نقل مسلحي المليشيا عبر سياراتها الخاصة، كما أن بعض العاملين في المنظمة انخرطوا في أعمال قتالية لصالح المليشيا الشيعية.
أهمية اليمن لإيران
تنزعج الولايات المتحدة الأميريكية من الأطماع الإيرانية الغير محسوبة في الشرق الأوسط، وتحاول إيران أن تتبؤ مركزاً محورياً في هندسة الشرق الأوسط الجديدة، لذلك ترى أن سيطرتها على الهلال السفلي المتمثل بـ؛سلطنة عمان، واليمن، هاماً لربط باب المندب بمضيق هرمز وبهذا تكون حازت على العامل الأهم في المشاركة بإعاد تشكيل المنطقة.
تدين سلطنة عمان للثورة الإيرانية بداوم وجود السلطان قابوس، إذ أن إيران بعد الثورة ساعدت السلطان قابوس على إخماد فتنة كانت قادرة على الإطاحة به في ثمانينات القرن الماضي.
بينما تجد صعوبة في إحكام سيطرتها على اليمن حيث يتصارع الفرقاء الإقليميّن، وترى إيران في سيطرتها على اليمن من الناحية التوسعية قطع لمدخل إسرائيل إلى المحيط الهندي والبحر الأحمر ومنع غواصاتها من الإنتشار بسهولة في الخليج العربي لتهدد إيران.
وتنظر الولايات المتحدة لمنع السيطرة الإيرانية على اليمن من زاوية، منع إيران وروسيا أو الصين من الوصول لموطئ قدم إستراتيجي في اليمن كوسيلة لمنع القوى الأخرى الإطلال على خليج عدن والتمترس عند باب المندب.
فالحرب في اليمن عملياً هي حرب واشنطن وطهران الضاغطة على الملفات القوية.
وسعت الأمم المتحدة في العام 1982 لتنظيم موضوع الممرات المائية الدولية ودخلت اتفاقيتها المعروفة “باتفاقية جامايكا” حيز التنفيذ في شهر تشرين الثاني من عام 1994، والتي تحدد حقوق ومسؤوليات الدول في استخدامها لمحيطات العالم، وضع مبادئ توجيهية للأعمال التجارية والبيئة وإدارة الموارد الطبيعيةالبحرية.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي