مرصد مينا
لقيت القيادية البارزة في الميليشيات الإيرانية والمعروفة باسم “أم زينب العراقية”، مصرعها إثر اغتيالها في آب الماضي بطلقة بالرأس في دير الزور.
و تُعتبر “ام زينب” واحدة من الشخصيات الأكثر نفوذاً في الميليشيات الإيرانية بالمنطقة رغم أن مسقط رأسها في العراق وتعود لعائلة عراقية ينتمي إليها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
أم زينب العراقية اسمها الحقيقي وفقا لقناة سوريا رقية كاظم السوداني، من مواليد مدينة النجف سنة 1987. زاولت العديد من المهام مع الحرس الثوري الإيراني لسنوات طويلة، في العراق وسوريا. آخر المناصب التي شغلتها كانت قيادة كتيبة الزهراء النسائية في دير الزور، ومديرة المركز النسائي في دير الزور، وكلاهما يتبع للحرس الثوري الإيراني.
لعبت أم زينب دوراً محورياً في تنفيذ مهام متعددة لصالح الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك الاغتيالات، والتجسس، وجمع المعلومات، فضلاً عن إدارة عمليات تهدف إلى إحداث تغيير ثقافي وفكري داخل مجتمع دير الزور. كما كانت ضالعة بشكل كبير في ترويج ونشر المخدرات بين الأوساط الاجتماعية والطلابية. بحسب المصدر نفسه.
تم العثور على أم زينب مقتولة ليلة 5 من آب الماضي، في منزلها الواقع في منطقة الجورة غرب دير الزور، بطلقة في الرأس. وسرعان ما شهد مكان الحادثة استنفاراً كبيراً من قِبَل المكتب الأمني للحرس الثوري الإيراني، حيث تم جمع جميع صور الكاميرات المثبتة في المنطقة المحيطة بالمنزل بهدف معرفة هوية الفاعل.
حادثة اغتيال أم زينب ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها في غضون أسبوعين فقط ضربة أخرى موجعة للكتيبة النسائية. ففي منطقة المربع الأمني في حي الفيلات، اقتحمت مجموعة مسلحة مجهولة أحد البيوت التابعة للكتيبة، حيث قتلت مهندساً إيرانياً بارزاً كان متخفياً في المنزل، وأحرقت جثته مع كمية كبيرة من الوثائق السرية.
وخلال الحريق، الذي نشب في المنزل وأدى إلى تدخل الجيران والدفاع المدني، تم اكتشاف أربع فتيات من أعضاء الكتيبة مقيدات في إحدى الغرف، وتم إنقاذهن في اللحظة الأخيرة. ورغم أن الدفاع المدني نشر خبراً عن الحريق، إلا أنه لم يتطرق إلى أسبابه أو نتائجه، ما زاد من غموض الحادثة.
وفي سياق متصل، اختفت القيادية في الكتيبة “ليليان سعيد تتان”، من مواليد حماة 1989، في ظروف غامضة بعد تكليفها بمهمة من قبل أم زينب في 1 من آب 2024. ورغم مرور أيام على اختفائها، لم يُعثر على أي أثر لها حتى الآن، مما يضيف مزيداً من القلق إلى صفوف الكتيبة النسائية ويثير تساؤلات حول مصيرها.
تشير هذه العمليات إلى وجود جهة فاعلة قادرة على اختراق الحواجز والاحتياطات الأمنية التي تفرضها الميليشيات الإيرانية في دير الزور. هذا التحدي الأمني أدى إلى تعليق عمل الكتيبة النسائية مؤقتاً، خاصة بعد مقتل قائدتها أم زينب، ما أثار حالة من الهلع والارتباك بين صفوف المنتسبات للكتيبة.
تُظهر هذه الأحداث المتتالية أن الكتيبة النسائية ومركز العمل النسائي التابع لها، وجميعها ذات صفة أمنية تتبع مباشرة للمكتب الأمني للحرس الثوري الإيراني في دير الزور، تواجه تهديدات متزايدة من جهات مجهولة حتى الآن، قادرة على تنفيذ عمليات نوعية تستهدف قياداتها البارزة. في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال مفتوحاً حول مستقبل هذه الكتيبة التي تقوم بدور كبير في تنفيذ أجندة إيران في شرق سوريا، وما إذا كانت الكتيبة ستستمر في عملها أم لا. وفقا للمصدر نفسه.