مرصد مينا
“في عالمه المستقبلي، الذي ستحكم فيه التوراة، لن ينشر الصحافيون إلا ما سيقوله الملك: الانتقاد؟ حرية التعبير؟ الديمقراطية؟ وهذه لن تكون موجودة في مملكة يهودا”.
كلام يستوجب أكثر من قراءة، فالإسرائيليون “سكّان الثكنة”، و “عالم ماوراء الأسوار” لابد ويتحسبون للمؤسسة الدينية التي لابد وستلتهم “الدولة” فتحيلها إلى الغيبوبة.. غيبوبة السماء وقد باتت الأرض سجناً.
الجملة التي استهلينا بها كان قد ثبّتها نحاميا شترسلر في مقالة نشرها على صفحات ها آرتس، لابد وتحمل الكثير من الدلالات.. لنحاميا كلام بالغ الصراحة يوجهه لبنيامين نتنياهو “اضرب اليهود وأنقذ الوطن”، وهي صرخة استلهمها من شعار اللاساميين في عهد روسيا القيصرية.
في إسرائيل ثمة من قال غير ذلك والقائل هو ميخائيل شيميس الذي يصف بنيامين نتنياهو بأقذع الصفات ومن ثم يندلق عليه محرّضاً على الرأي وحرية الرأي : “اضرب المراسلين وأنقذ المعلم الكبير”. ويأتي كلامه هذا عقب عقد مؤتمر صحافي هوجمت فيه وسائل الإعلام الاقتصادية.
سيتابع نحاميا شترسلر “ما زلنا نذكر كيف انقض ميخائيل شيمس على مراسل القناة الأولى ، الذي نعت نتنياهو بـ “كذاب ابن كذاب”، وقال: “لا شك بأن نتنياهو مشكلة” و”ستدينه المحكمة ذات يوم”. مع شريك كهذا، لا حاجة لبيبي إلى أعداء. وفي حينه أيضاً، مثلما هو اليوم، فسموتريتش لا يعرف أن مهمة الإعلام هي انتقاد السلطة. في المؤتمر الصحافي نفسه، أضاف المعلم الكبير: “أنتم والحقائق لا تسيرون معاً… يئست من أن أجعلكم وسائل إعلام اقتصادية حقيقية”. هل يئس؟ من هو في الأصل؟ كهاني، مسيحاني (يجب محو حوارة) الذي اعتقله “الشاباك” وتهرب من الخدمة الفعلية (سنة وأربعة أشهر فقط في مقر الوزارة في وظيفة إدارية). أهذا هو الشخص الذي سيعلمنا مهنتنا؟
لكن لحظة، ما المشكلة؟ هو سيحول المزيد من الأموال للحريديم كي لا يتعلموا ولا يعملوا. وسيصب المزيد من المليارات على المستوطنات كي يؤدي إلى حرب يأجوج ومأجوج، وعندها سيأتي المخلص، وستصبح التوراة قانون الدولة، ثم سينصبه المنتخبون “ملك يهودا”.
أنقذونا، بهذا يختم مقالته، ولكن أنقذونا مِنْ مَنْ؟
ـ أنقذونا من التوراة ومن:
ـ بنيامين.