مرصد مينا – تركيا
هاجم رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، علي باباجان، قرار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بإيقاف أنشطة جامعة «إسطنبول شهير» التي أسسها وقف العلم والفن، الذي يعتبر أحمد داود أوغلو أبرز المشاركين فيه، معتبراً نص القرار بأنه غير قانوني وتصرفٌ عدائيّ.
جاء ذلك عبر تغريدة له على حسابه في «تويتر»، معرباً «عن حزنه الشديد من القرار الرئاسي المتعلق بإغلاق جامعة «إسطنبول شهير»، مشدداً على أن: «هذا القرار غير قانوني كلياً وبمثابة تصرف عدائي. كل التقدير والاحترام للجهود التي بذلها الزملاء والرفاق لإحياء جامعتهم».
وأوضح «بابا جان» أن القرار «الصادر بشأن الجامعة والمنشور في الجريدة الرسمية، اليوم الثلاثاء، غير قانوني كليا ونابع من مشاعر عدائية»، مبدياً استنكاره للقرار الذي حمل توقيع الرئيس رجب أردوغان، بشأن إغلاق الجامعة المشار إليها.
وجاء في مرسوم رئاسي وقعه إردوغان، أمس الإثنين، وتم نشره اليوم الثلاثاء على وسائل الإعلام التركية، أن «ترخيص الجامعة للقيام بأي أنشطة قد تم سحبه».
وتأسست جامعة «إسطنبول شهير» في العام 2008 عبر مؤسسة، كان داود أوغلو، أحد مؤسسيها، لكنها باتت موضع خلاف وجدل منذ أن غادر الأخير حزب العدالة والتنمية الحاكم، في أيلول/ سبتمبر الماضي، بسبب سياسات أردوغان.
من جانبه، عبر زعيم المعارضة، ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، عن احتجاجه للقرار الصادر، قائلاً: «أردوغان أغلق هذه الجامعة من أجل الثأر والانتقام من أحمد داود أوغلو».
ووصف كليجدار الرئيس التركي، بالمنتقم والغاضب، والفاقد للعدالة بقوله إنه «لا يمكن إدارة الدولة بالكراهية والغضب والانتقام، بل يجب على من يحكمون أن يتمتعوا بالخبرة في مجالات الحقوق والعدل والمعرفة».
ولم تتوقف حملات الانتقاد للرئيس التركي، على أحزاب المعارضة فقط؛ إذ انتقده حزب «السعادة» ذي التوجه الإسلامي، على قراره وخطوته الجديدة.
وكتب نائب رئيس الحزب، بولند كايا، تغريدة على حسابه في «تويتر»، قائلاً: «تم إغلاق جامعة إسطنبول شهير. لقد اتخذ حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان خطوة جديدة في طريق التشبه بالأحزاب التي سبق أن انتقدها بسبب مثل هذه الخطوات».
وفي أول ردٍ له على تصريحات الرئيس رجب أردوغان، التي هاجم فيها المسؤولين عن الجامعة، قال رئيس حزب «المستقبل» أحمد داود أوغلو، قال: «أولئك الذين يتسببون في إغلاق جامعة (شهير) ويبقون صامتين، لن يكون لهم أبدا الشرعية للتحدث عن العلم والحرية الأكاديمية وقيمنا وتقاليدنا الأساسية ومفهوم الحضارة لهذه الأجيال».
ووصف أوغلو ما قام به أردوغان، بأنه «سيتم تذكرهم ضمن قائمة سوداء، بينما سيتم الإشارة إلى العلماء الذين كانوا يدرسون لشهور دون أخذ رواتبهم، كرمز للكرامة».
من الجدير بالذكر، أن داود أوغلو، يعتبر مهندس السياسة الخارجية التركية، في منطقة الشرق الأوسط، وظل لوقت طويل أحد اقرب حلفاء إردوغان منذ توليه الحكم في 2003، إذ شغل منصب وزير الخارجية في مرحلة حساسة من تاريخ تركيا، إلا أن الرئيس التركي أجبره على الاستقالة في أيار/ مايو 2016 وسط خلافات بينهما على ملفات عدة، وخصوصاً تعديل الدستور بهدف تعزيز سلطات رئيس الدولة.