أفادت بعض المصادر الإعلامية، المعروفة بقربها من المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، يوم الأربعاء، قيام المجلس بإخبار قيادة التحالف العربي، بتعليقه المشاركة في اللجان الخاصة باتفاق الرياض، وذلك احتجاجا منها على التصعيد الكبير الذي يفتعله إخوان اليمن في محافظتي أبين وشبوة.
المتحدث باسم المجلس الانتقالي صرح لوكالة “رويترز للأنباء” بالقول: “انسحب فريق التفاوض التابع للمجلس الانتقالي من اللجان المشتركة التي تعمل على تنفيذ بنود اتفاق الرياض الأخير”.
وكانت كل من مناطق هدى والعرم في محافظة شبوة اليمنية، قد شهدت مواجهات قوية بين أبناء القبائل وقوات أمنية محسوبة على حزب الإصلاح، على خلفية الحملة الأمنية التي طالت مناطقهم، في إطار تصعيد عسكري وأمني من الإخوان، حيث يزداد يوما يعد يوم في المحافظة، كما أنه يسعى إلى إيقاع المجلس الانتقالي الجنوبي في فخه، ومحاصرة المجلس والتوغل في عمق حاضنته الشعبية.
إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى، يوم الأربعاء، خلال عمليات الجيش نتيجة اشتباكات مع مسلحين من تلك القبيلة!.
الجيش اليمني أعلن أنه يقوم بحملته العسكرية من أجل ملاحقة متهمين بخطف وقتل شقيق قائد قوات الأمن الخاصة العقيد “عبد ربه الشريف”، في حين يطالب الخاطفون بتسليم قتلة قيادي في المجلس الانتقالي، قُتل بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر خلال وقفة احتجاج بمدينة عزان شرق محافظة شبوة.
بدورها فقد اعتبرت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة، جميع الحملات الأمنية بأنها استمرارا لسياسات القمع والإذلال الممنهجة، التي اعتادت سلطة الإخوان، القيام بها ضد أبناء شبوة منذ اجتياحهم وسيطرتهم على المحافظة في شهر أغسطس/ آب من العام 2019.
إضافة إلى أن بيان المجلس، وصف إقدام جماعة الإخوان على توجيه حملة عسكرية إلى مناطق لقموش بمديرية حبان، بأنه تصعيد واضح وزيادة في التوتر والاحتقان، من شأنه أن يدفع المنطقة إلى الهاوية.
أما رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي “عيدروس الزبيدي”، جدد خلال لقاء له مع أحد أعيان القبائل في محافظة شبوة، رفض المجلس الانتقالي قطعيا، إبقاء محافظة شبوة تحت سيطرة حكم الإخوان، مؤكدا بحسب ما نشرته وسائل إعلامية تابعة للمجلس قوله: “إن بقاء تلك الميليشيات في شبوة لن يطول وسيعود أبناؤها من منتسبي قوات النخبة للأخذ بزمام الأمور في محافظتهم وتأمينها واستكمال تطهيرها من بؤر الإرهاب والتطرف”.
ويتزامن التصعيد الإخواني بمحافظة شبوة مع تصعيد آخر في محافظة تعز، حسبما تفوه به اللواء “خالد فاضل” قائد محور تعز الموالي للإخوان وقطر، فقد هدد الأخير بخوض مواجهة مع قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي لا هوادة فيها، في سبيل استرداد المديريات الساحلية التي حررت سابقا من أيدي ميليشيات الحوثي.
فيما عبر ناشطون محليون يتبعون لحزب الإصلاح عن غضبهم على سياسة الإخوان، المتمثلة بقوات المقاومة المشتركة والعميد طارق صالح على وجه التحديد، وذلك على خلفية تعيين قيادي من حزب المؤتمر مديرا لمديرية المخا الساحلية، كخطوة لترسيخ حكم الإخوان هناك.
يذكر أن المملكة العربية السعودية، كانت قد لعبت دورا مهما وإيجابي، حين رعت اتفاق مصالحة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، حيث وقعا الطرفان في الخامس من نوفمبر الماضي اتفاق الرياض، لإنهاء التوتر والتصعيد العسكري بينهما.
وسبق أن سيطرت قوات المجلس الجنوبي في 10 أغسطس/آب الماضي على العاصمة المؤقتة “عدن” بعد مواجهات استمرت أربعة أيام ونتج عنها 40 قتيلاً و260 جريح وفقاً لإحصائيات أممية.