أيام القيامة

هي “الحرب العالمية الثالثة”، وما بين ظفرين يستدعي التأمل ومن بعده يستدعي السؤال:

ـ ومتى توقفت الحروب؟

كل ما يتبدّل هو اكسسوارات المسرح، أما ضحاياه، فلابد ينتشرون مرة على الخشبة، وثانية في كواليس المسرح وعلى الدوام في مقاعد الجمهور، وما يحدث اليوم هي الحرب وقد طالت خشبة المسرح، مسرح العمليات الحربية الواقعة على ضفتي روسيا / اوكرانيا، فيما العالم كل العالم شريك، بمن فيه من يتوهم أنه في مقاعد  المتفرجين.

ستمتد هذه الحرب، وكل ما يقتضيه الامر لتكون حرباً كونية مرتفعة الآثار والشدّة، هو في “كبسة على الزر”، وهي الكبسة التي بوسع أحمق ما إحداثها، كي يتحوّل عدد الناجين إلى ماهو أقل من عدد الفانين، والكل اصبعه على الزناد.

في الشرق الأدنى، الحرب على الباب، فالإسرائيليون اختاروا “يمينهم” واليمين إياه يستعيد خيال “إسرائيل من الماء إلى الماء” وهذا الأردن قد رسم على خريطته، فيما بات الكلام عن حلّ الدولتين كلام من الماضي، ولابد أن يقابل كلام كهذا بكلام آخر، هو خيال “إزالة إسرائيل”، والخيالين ممكنا التحقيق، أحدهما لا يلغي الآخر بل يثبته ويعززه ويغذيه، والحرب :

ـ إما واقعة وإما سـ “تقع”.

وما من راد لها، والكلام عن السلام، قد بات من الكلام الغارق وسط امواج الحث على الحرب والدعوة إلى الحرب، والاحتكام إلى ماضي الحروب الذي لم ينتج انتصاراً وكل ما أنتجه هو ديمومة الاشتباك.

على الضفتين يعلو كلام الحروب، وعلى كل واحدة من الضفتين ثمة من:

ـ دلالته في الخصومة، وشرطه في الحرب، وعدوه وراء الأسوار.

وما الذي ستحدثه الحروب اكثر مما أحدثته الانظمة المحاربة؟

العوز، والفقر، والمجاعات، والتغوّل في دماء الناس كل الناس، وعلى كل من الضفتين، فهاهم الإسرائيليون اليوم يلومون قياداتهم إذا ما لم يتخذوا خرائط الآباء، وهاهم الإيرانيون اليوم، ومعهم أجنحتهم من “حزب الله” وسواه، ينتظرون الوعد الإلهي الذي لايأتي سوى على ظهر الخراب.

“ماشيح” يهوى، بمقابل مهدي الخلاص.

والاشتباك قاب قوسين من القيامة.

ليست قيامة فرانسيس فورد كوبولا وكانت شريطاً سينمائياً.

إنها قيامة بلاد لن تقوم.

Exit mobile version