مرصد مينا- السودان
من المنتظر ان يتم الإعلان في الأيام القليلة المقبلة على اخراج السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب نهائيا، اذ قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، فجر الثلاثاء، إن رفع السودان من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب، سيفتح الباب أمام إعفاء بلاده من ديون خارجية تتجاوز قيمتها 60 مليار دولار، مشيرًا إلى أن حكومته تحصلت على مبلغ التعويضات “من عائدات الذهب السوداني”.
وأكد حمدوك، في كلمته بالتليفزيون الرسمي، أن وضع اسم السودان في “القائمة” كان عقبة رئيسية أمام استفادة السودان من المؤسسات الدولية.
التخلص من التركة الثقيلة
واعتبر رئيس وزراء السودان، أن رفع اسم بلاده من قائمة الإرهاب، سيؤرخ لبداية فعلية للخلاص من التركة الثقيلة من النظام البائد، حسب تعبيره، لافتاً إلى أن القرار سيسمح للسودانيين في الخارج بتحويل الأموال والمساهمات إلى بلادهم بطريقة رسمية.
وقال حمدوك في بداية كلمته: “نهنئ الشعب السوداني بالإنجاز العظيم والمستحق، فشعبنا لم يكن يوماً داعياً للإرهاب، ونوجه الشكر لشهداء الثورة السودانية”.
وأضاف، “منذ أكثر من عام، بدأنا حواراً جاداً، مع الإدارة الأميركية، لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، واستطعنا تخفيض المبلغ المطلوب لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب من 10 مليارات دولار، إلى مئات الملايين”، لافتاً إلى توفير المبلغ من موارد البلاد الذاتية، في إشارة إلى عائدات بيع الذهب السوداني.
واعتبر رئيس الحكومة الانتقالية في كلمته، ان هناك الاستفادة كبيرة من القرار قائلاً: “القرار يتيح لنا إدارة الاقتصاد بشكل أفضل، ويفتح الباب أمام عودة السودان للمجتمع الدولي، والخلاص من تركة النظام البائد، بعد أن ظللنا محاصرين من كل العالم، ليعود السودان للنظام المصرفي والمالي العالمي”.
وتابع: “سنستفيد من الاستثمارات الإقليمية والدولية، وكذلك من التكنولوجيا، بعد حرمان لأكثر من عقدين من الزمان، بسبب هذه العقوبات، كما سنبدأ تطوير الخطوط الجوية والبحرية والسكك الحديدية، والتي انهارت بنيتها بسبب حظر الاستيراد”.
واختتم كلمته: “الطريق طويل ونحتاج للعمل معاً والتخطيط الجاد من أجل مصلحة السودان”.
التعويضات في مصرف “الضمان ” الأمريكي
من جهته، أعلن وزير الإعلام السوداني والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، فيصل محمد صالح، في تصريحات إعلامية مساء امس الاثنين، أن بلاده أودعت مبلغ التعويضات الخاصة بعائلات الضحايا الأميركيين، والبالغ قيمته 335 مليون دولار، في مصرف “ضمان” أميركي، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخاص بحذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأضاف الوزير السوداني الناطق باسم الحكومة الانتقالية، مساء الاثنين، أن “إعلان رفع اسم السودان سيستغرق أياماً قليلة”، بحسب الاتفاق السياسي بين حكومة بلاده والإدارة الأميركية، مشيراً إلى أنه “لن يتم سحب المبلغ، إلا بعد الإعلان رسمياً عن حذف اسم السودان من قائمة الإرهاب”.
ووصف وزير الإعلام والثقافة السوداني، مبلغ التعويضات، بأنه يثقل عاتق بلاده في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها، “لكنه ثمن قليل ندفعه لنقل بلادنا إلى مرحلة جديدة”، معتبراً أن “العوائد الاقتصادية والسياسية الخاصة برفع السودان من قائمة الإرهاب، ستكون كبيرة جدة بشكل لا يقارن بهذا المبلغ”، بحسب تعبيره.
وأكد المسؤول السوداني، أن الإعلان رسمياً عن رفع اسم بلاده من قائمة الإرهاب “من المفترض أن يكون خلال أيام”، و”بمجرد الإعلان الرسمي سيتم تحويل مبلغ التعويضات إلى الضحايا مباشرة”.
ويعتقد وزير الاعلام السودانيان بلاده بهذا الإجراء يكون “قد طوى هذه الصفحة بشكل كامل، وستكون بذلك علاقاتهم مع الولايات المتحدة ودول العالم والمؤسسات الدولية، والنظام المصرفي العالمي الذي عانى السودان من قطيعته، بالإضافة إلى المستثمرين الدوليين، ستكون مختلفة، وسيكون لذلك عوائد كبيرة”.
ومن المتوقع ان يحصل السودان على اشكال مختلفة من المساعدات الامريكية والمنح والاستثمارات التي كانت تمانع أمريكا في اسنادها لهذا البلد بوصفه مصنف من الداعمين للارهاب.
أيام قليلة للإعلان الرسمي
من جهته صرح سفير السودان لدى الولايات المتحدة نور الدين ساتي، في وقت سابق، إن توقيع الرئيس الأميركي على رفع اسم بلاده من قائمة الإرهاب “لن يستغرق سوى أيام”، مشيراً إلى أنه “سيتم إخطار الكونغرس بذلك، ليكون أمام أعضائه 45 يوماً لابداء أي اعتراضات”، “نتوقع أن يمرر الكونغرس أمر الإزالة دون اعتراض”.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، امس الاثنين، أنه سيرفع اسم السودان من قائمة بلاده للدول الراعية للإرهاب، بمجرد دفع تعويضات مالية تقدر بـ335 مليون دولار، لضحايا “الأعمال الإرهابية” وفق قوله.
وغرد ترمب قائلاً: “أخبار رائعة! وافقت حكومة السودان الجديدة، التي تحرز تقدماً كبيراً ، على دفع 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب من الأميركيين وعائلاتهم”.
وأضاف الرئيس الأميركي في تغريدته، “بمجرد الإيداع، سأرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”، وتابع “العدالة للشعب الأميركي، وخطوة كبيرة للسودان”.
وكانت المحكمة العليا الأميركية في 19 مايو الماضي، قد أصدرت حكماً بإعادة فرض تعويضات تأديبية على السودان، نص عليها حكم سابق في عام 2011، لعائلات ضحايا تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في عام 1998، بالإضافة إلى تفجير المدمرة الأميركية “يو إس كول” أمام سواحل اليمن في عام 2000، والذي أودى بحياة 17 بحاراً أميركياً.