مرصد مينا
أين اختفى الرئيس قيس سعيد؟ سؤال بات يطرحه الشعب التونسي بكثرة إثر غيابه عن اي اجتماعات حكومية أو دبلوماسية، وذلك بالتزامن عن أنباء تتحدث عن تعرضه لانتكاسة صحية.
كما صدر عنه منذ يومين، قرار مكتوب بإقالة محافظ ولاية قابس جنوبي البلاد، وما زاد من الشكوك حول تدهور صحته هو غيابه عن تسلم أوراق اعتماد سفير البرازيل مثلما ينص عليه البروتوكول، واستقبله وزير الخارجية التونسي نبيل عمار، فيما لم تنشر أي جهة رسمية تفاصيل حول الغياب، لكن أكد نشطاء وسياسيون أن الرئيس التونسي تعرض لأزمة صحية أجبرته على الإقامة في المستشفى العسكري لتلقي العلاج.
من جانبه قال رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة أحمد نجيب الشابي اليوم الاثنين إن الجبهة بلغها خبر توعك صحة رئيس الجمهورية قيس سعيد منذ اليوم الأول وقررت متابعة الأمر والتريث، لكن الغموض أصبح الآن يتزايد فيما تتناقل وسائل الإعلام الخبر.
وأكد الشابي أن الرئيس سعيد غائب عن الأنظار منذ 22 مارس/آذار الماضي، داعيا الحكومة التونسية إلى مواجهة الشعب والرأي العام والإفصاح عن أسباب تغيبه.
كما شدد على أن رئاسة الدولة تمثل مركزا حيويا في الدولة، وأن ما وصفه بـ”الانقلاب” جعلها المركز الوحيد للسلطة في البلاد، مؤكدا استمرار حراك الجبهة لكشف المظالم التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون.
من جهته وقدم الإعلامي مقداد الماجري في فيديو نشره على “فيسبوك” بعض التفاصيل، قائلا: “أضع شرفي على هذه المعلومات، وسط تكتم عن وضعية الرئيس وسياسة القصر القائمة على الغرف المظلمة تجبرنا عن الحديث عن الموضوع. أؤكد أن الرئيس مقيم بالمستشفى العسكري بقسم الإنعاش منذ أيام وقد تعرض لجلطات دماغية خفيفة، كما أنه يعاني منذ سنوات من قصور في القلب والتهاب رئوي”.
عضو لجنة الدفاع عن المعتقلين السياسيين المحامية دليلة مصدق مبارك تساءلت على صفحتها: “أين هو منذ عشرة أيام؟ أرجو أن يكون المانع خيرا”، فيما كتبت الناشطة الحقوقية نزيهة رجيبة على صفحتها في “فيسبوك”: “لا تدعوا الغوغاء والمرتزقة يخوفونكم من شيء بديهي وطبيعي، ومن حقكم أن تسألوا عن سعيّد الماسك بجميع السلط بغير وجه حق، أين هو وماذا به، ومن يحكم.. وأن تسألوا عن احتمالات الشغور والخلافة”.
مبارك أضافت: “هذا لا عيب لا حرام… هذا من أبسط حقوقكم كمواطنين في بلاد تاعبة، منهكة وتترصدها المؤامرات والأطماع في الداخل والخارج”. وكتب ياسين العياري النائب السابق ونجل الضابط العسكري الطاهر العياري “وعكة صحية حادة ناتجة عن أزمة قلبية خطيرة من نوع الرجفان الأذيني مع ضيق في التنفس ونقص في الأكسجين”.
وعلق وزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام قائلا “الرجل راقد في المستشفى العسكري وما زاد على ذلك أفلام وخزعبلات، وربي يفرج على جميع المؤمنين. قصر قرطاج خاو على عروشه إلا من الأمن الرئاسي”.
وقبل أيام، أثارت وكالة “نوفا” الإيطالية، جدلا بعدما تحدثت عن إلغاء سعيد لقاء مبرمجا مع المفوض الأوروبي للاقتصاد باولو جينتيلوني، دون ذكر الأسباب.
موقع “موندأفريك” الاستقصائي الفرنسي ذكر قبل أيام أن الرئيس التونسي يعاني من مشاكل في القلب بسبب العلاجات المكثفة التي يخضع لها جراء الاضطرابات المزاجية الحادة والمتكررة.
وقال الموقع إن غياب سعيد عن جميع الشاشات الإعلامية منذ 10 أيام، بدأ بالفعل يثير قلق الشعب التونسي بشكل جدي.
ونقل الموقع عن مصادره، أن سعيد نقل إلى وحدة العناية المركزة بالمستشفى العسكري في تونس العاصمة لمدة 5 أيام. ومنذ ذلك الحين، عاد إلى قصر قرطاج، حيث تتم مراقبته الآن عن كثب في جناح مقر إقامته الذي تم تجهيزه طبيا.