fbpx

أيها النازح السوري استدر وارفع يديك إلى الحائط

مرصد مينا

يرتفع منسوب العنصرية اللبنانية إزاء النازحين السوريين وصولاً للتحشيد ضدهم على كل منافذ الحياة والافران، أما العنصرية إياها فلا تخلو من الدوافع والأسباب:

ـ اول الدوافع هو الميراث سيء الصيت الذي تركته القوات السورية وأجهزة استخباراتها في لبنان حتى باتت مصدر نقمة على حياة اللبنانيين.

وثانيها المأزق المعيشي والاقتصادي للبنانيين والذي جعل مجتمعًا مُفقرًا يضهد نازحًا أسوء حال من مضيفه.

القوات السورية وأجهزتها رحلت من لبنان تاركة وراءها الذاكرة السيئة والحلفاء السيؤون، اما إفقار اللبنانيين فهو على يد لبنانيين، فلا نهب المصارف مسؤولية نازح سوري، ولا تفجير المرفأ مسؤوليته، غير أن مسألة النزوح السوري في لبنان، فقد باتت مسألة تتطلب “الحل”، فيومًا بعد يوم ترتفع حدتها، ويومًا بعد يوم تتحول إلى تهديد لحياة السوريين كما اللبنانيين إذا ما حدثت الفوضى.

الحل لن يكون بإعادتهم لسجون النظام، فهذا قتلاً وليس حلاً، ولا بتصديرهم عبر البحار ليضافوا إلى حصة الموت، هذا إذا كان التصدير ممكنًا.. الحل في عملية دولية واسعة تشكل ضغطًا على النظام ومفاتيح النظام في سوريا، كقضية مرتبطة جوهريًا بحق الإنسان في أن يعيش مواطنًا في بلده، وبالتالي تامين الحماية له من نظام فاجر وقاتل، وهذا يتطلب حراكًا دوليًا يقوده اولاً اللبنانيون وثانيًا اللبنانيون، وثالثًا تلك المعارضات السورية التي كلما زاد عددها قلّ شأنها والتي لم تحدث قيمة لحياة السوريين، وبات على الناس، كل الناس، إما القطع معها وتجريدها من أية مشروعية، وإما دفعها لتلعب دورًا في حده الادنى مرتبط بالجانب الإنساني لحياة السوري في منفاه.

اليوم شعارات لبنانية تنتشر على الحيطان، وقد يأتي يوم تتحول الحيطان إلى سوري يرفع يديه للأعلى ليكون دريئة لطلقات الرصاص.

اللبنانيون عاجزون عن إضافة عبء على أعبائهم، والسوريون النازحون عاجزون عن العودة إلى وطن مرادف للقتل والسجون، والعالم يتفرج.

كيفما قلّبتها فهي تراجيديا مريرة.

تراجيديا طالت وستطول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى