مرصد مينا
أنهت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان بجولتها الراهنة اسبوعها الاول، فيما تغيب الحلول وتتعثر كل المحاولات لكف الاحداث الدامية واستمرارها في ظل تداعيات الازمة التي تعيشها صيدا والمنطقة بأكملها جراء هذه الاشتباكات التي وصلت الى ذروتها عصر أمس الأربعاء باحتدام جبهات ومحاور القتال دفعة واحدة دامت حتى ما بعد منتصف الليل لتتوقف على جبهة حي حطين – جبل الحليب من الجهة الجنوبية – الشرقية للمخيم وتستمر متقطعة على المقلب الآخر من الجهة الشمالية في محور البركسات – الطوارىء.
الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان “رسمية” ذكرت أنه تم استخدام القنابل المضيئة للمرة الأولى في سماء المخيم وأُدخلت أنواع جديدة من قذائف المدفعية والصاروخية التي كان يسمع دوي انفجارها في أماكن بعيدة من عمق الجنوب، ما أدى الى اشتعال الحرائق داخل المنازل الواقعة في محاور الاقتتال والاماكن المستهدفة، وموجة نزوح كثيفة للاهالي التي شملت احياء جديدة نتيجة اشتداد القصف العشوائي الذي طالها .
الجولة التي وصفت بالاعنف تجددت صباحا على المحاور كافة. أما حصيلتها منذ اندلاعها الخميس الماضي فهي 15 قتيلا واكثر من 150 جريحًا.
وقتل باشتباكات أمس الأربعاء 6 أشخاص مع تجدد الاشتباكات وفق ما أفادت هيئة إسعاف، على رغم دعوات متزايدة لتثبيت وقف النار بعد أسبوع من المواجهات الدامية.
وقال مدير الاتصالات في الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان عماد حلاق إن “الاشتباكات خلفت مساء الأربعاء 6 قتلى و13 جريحا”. وفي وقت سابق، أُعلن عن إصابة المسؤول في حركة “الجهاد الإسلامي” معين عباس، في الاشتباكات.
في السياق، كشفت الوكالة عن “انفجار قذيفة في الهواء، اليوم، فوق بلدة الغازية جنوب صيدا، واختراق رصاص القنص مؤسسة تجارية عند كورنيش صيدا البحري (غرب)”. وكانت الاشتباكات تجددت بين حركة “فتح” وجماعة مسلحة تطلق على نفسها “الشباب المسلم” بعد وقف هش لإطلاق النار في عدد من المحاور داخل مخيم عين الحلوة، وفق المصدر ذاته.
وتعد اشتباكات الأربع“خرقا جديدا لاتفاق وقف إطلاق النار” الذي تم التوصل إليه، الإثنين، بعد اجتماع عقد بين مسؤولين فلسطينيين وآخرين تابعين للأمن اللبناني.
وقال المسؤول الإعلامي في حركة “فتح” يوسف الزراعي “إن مواقع الحركة تعرضت لهجوم من قبل القوات الإرهابية ما اضطر عناصرنا للرد عليها، ولا سيما عند محور جبل الحليب حطين ومحور التعمير البركسات”. ولفت إلى أن “ما يجري ليس بعملية عسكرية لفتح إنما صد لهجوم الجماعات الإرهابية”. واعتبر “أن ساعة الصفر بالنسبة لفتح لم تتحدد بعد، فالحركة ملتزمة بما تم الاتفاق عليه في السراي الحكومي لجهة إعطاء مهلة زمنية لهذه المجموعات الإرهابية والضغط عليها من قبل القوى الإسلامية وحركة حماس من أجل تسليم المطلوبين في عملية اغتيال العميد الشهيد أبو أشرف العرموشي ورفاقه”.
في المقابل، اتهم المسؤول الإعلامي في حركة “حماس” في لبنان وليد الكيلاني ثلاثة ضباط من حركة “فتح” بخرق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الحركتين والقائم على ست نقاط، وقال لـ”القدس العربي”: “فوجئنا بعد المناقشات المطوّلة بمبادرة ضباط من “فتح” إلى إطلاق النار ما أدى إلى إصابة المسؤول في “الجهاد” معين عباس إلا أن اصابته طفيفة، لكن الخطير في الأمر هو مقتل القائد العسكري في تيار الإصلاح في عين الحلوة خالد أبو النعاج مع شخص آخر وهي موكلة بتبيث الاستقرار”.
وقد صدر عن “تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح لبنان” بيان اتهم من سمّاها “مجموعة خائنة باغتيال القائد العسكري في تيار الإصلاح خالد أبو النعاج من قبل مجموعة مخترقة في الأمن الوطني على رأسها المدعو شادي زيد والمرتبطة بأجندات خارجية وتسعى إلى تدمير المخيم وإجهاض كل محاولات التهدئة”. وأضاف البيان “لقد تعاملت مجموعاتنا مع مصادر النيران وتمّ القضاء على مطلقي النار بين قتيل وجريح، وتلقت قيادة التيار اتصالاً من سعادة السفير الذي أكد أن هذه المجموعة مخترقة ومرتبطة بالمشاريع الهدامة التي تطال مخيمنا”.
القيادي في حركة “حماس” موسى أبو مرزوق كان رأى أن “ما يجري في مخيم عين الحلوة الآن هو تدمير للمخيم تحت عنوان محاربة الإرهاب، ولكن بدون نتائج حقيقية تُذكر، وحاولنا جاهدين مساعدة من هو في مأزق ولكن التعهدات التي قُطعت لنا بلا معنى”.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عقد اجتماعا، الأربعاء، ضم عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عزام الأحمد، وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي.
وأعلن الأحمد، المشرف على الساحة اللبنانية في “فتح”، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، “الاتفاق على ضرورة حقن الدماء، وتثبيت وقف إطلاق النار، وتسليم المتورّطين في جريمة اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أشرف العرموشي ورفاقه”.
وتجددت الاشتباكات في عين الحلوة، مساء الخميس واستمرت حتى الإثنين، وأسفرت عن مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 60 آخرين، إضافة الى أضرار مادية في طالت مناطق سكنية خارج المخيم في مدينة صيدا، جاءت هذه التطورات بعد هدوء دام نحو شهر، عقب مواجهات مسلحة نهاية يوليو الماضي، أدت حينها إلى مقتل 14 شخصا بينهم قائد قوات الأمن الوطني بالمخيم التابع لحركة “فتح”، العرموشي، و4 من مرافقيه.
ويعد مخيم عين الحلوة من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان حيث يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في البلاد بنحو 300 ألف.
ولا يدخل الجيش أو القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات بموجب اتفاقات ضمنية سابقة، تاركين مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم، بينما يفرض الجيش اللبناني إجراءات مشددة حولها.