مرصد مينا
نقلت وكالة تاس عن نائب رئيس المركز الروسي في سوريا الأدميرال أوليغ غورينوف قوله إن طائرة مسيرة تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا اقتربت بما ينذر بالخطر من طائرة عسكرية روسية طراز سو-34 صباح أمس الجمعة، موضحة أن الحادث الذي شاركت فيه طائرة مسيرة من طراز “إم. كيو-9” وقع فوق محافظة الرقة. وأضاف “اتخذ الطياران الروسيان، اللذان أظهرا مهنية عالية، على الفور الإجراءات اللازمة لمنع الاصطدام بطائرة مسيرة تابعة للتحالف”.
يشار أن هذا الحادث ياتي بعد أيام من إعلان الجيش الأميركي أن طائرة مقاتلة روسية أصابت طائرة مسيرة أميركية بقذيفة نارية وألحقت أضرارا “بالغة” بإحدى مراوحها الدافعة أثناء تحليقها فوق سوريا، مشيرا إلى في بيان إلى أن “مقذوف ناري روسي أصاب الطائرة المسيرة الأميركية إم.كيو-9 مما ألحق أضرارا بالغة بإحدى مراوحها الدافعة”، مشيرا إلى أن طاقم المسيرة تمكن من الحفاظ على تحليقها وإعادتها بسلام إلى قاعدتها”.
يذكر أن البيت الأبيض دعا الخميس، روسيا إلى وقف عملياتها “المتهورة والمهددة” في سوريا، وذلك بعد أن ألقت مقاتلة روسية، الأربعاء، قنابل مضيئة فوق مسيَّرة أميركية أثناء مشاركتها في مهمة ضد تنظيم داعش في سوريا، مما ألحق أضرارا بمروحتها.
وجاء حادث الأربعاء الماضي في أعقاب حادثة مماثلة وقعت، الأحد، الماضي عندما تضررت طائرة مسيرة أخرى من طراز “MQ-9” فيما يعتقد المسؤولون الأميركيون أنه جهد روسي منسق للضغط على الجيش الأميركي للانسحاب من سوريا.
تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” أشار إلى أن التوترات الحالية يمكن أن تتحول لـ “ساحة صراع” بين البلدين، حيث نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن “مؤشرات خطر المواجهة ارتفعت”
ولم تكن الطائرات المسيرة هي الوحيدة التي تعرضت للمضايقات من قبل الطيارين الروس في الأسابيع الأخيرة. ففي 16 يوليو، نفذت مقاتلة روسية مناورة خطيرة واقتربت كثيرا من طائرة استطلاع أميركية مأهولة، مما عرض طاقمها للخطر وأجبرها على التحليق المضطرب وقلل “قدرة الطاقم على تشغيل الطائرة بأمان”، وفقا لقائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأميركية الجنرال أليكسوس غرينكويتش.
في أعقاب حادثة يوم الأحد، أشارت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) علنا إلى أن المضايقات الروسية للطائرة الأميركية المسيرة كانت غير مهنية وأصدر مقطع فيديو للحادثة.
الصحيفة أشارت إلى أن المسؤولين الأميركيين كانوا يأملون أن يؤدي هذا الإعلان إلى تراجع روسيا عن مضايقاتها، لكنهم أحبطوا من الحادثة الجديدة التي وقعت يوم الأربعاء، مضيفة أن روسيا كانت قد أقدمت قبل ذلك على حادث مماثل فوق البحر الأسود عندما ضايقت مقاتلة روسية في مارس الماضي طائرة مسيرة أميركية من طراز “MQ-9″، مما أدى إلى إتلاف أحد مراوحها وأجبر القوات الاميركية على إسقاطها في مياه البحر.
وعن تلك الحادثة، ذكرت الصحيفة أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أثنى على الطيارين الروس الذين نفذوا الحادث.
ويرى قائد القيادة المركزية الأميركية السابق الجنرال المتقاعد فرانك ماكنزي أن استراتيجية موسكو تتمثل في محاولة اجبار القوات الأميركية على التراجع في سوريا بالتزامن مع تراجع وجودها العسكري في الشرق الأوسط بشكل عام.
ويضيف ماكنزي أن الروس “يريدون جعل العملية (البقاء في سوريا) مكلفة جدا بحيث لا يمكن للأميركيين المضي قدما فيها، وبالتالي الخروج من المنطقة”.
وفقا للصحيفة فقد دفعت تصرفات موسكو المسؤولين الأميركيين إلى التفكير في كيفية الرد، بما في ذلك من خلال الوسائل غير العسكرية، في حال أقدم الروس على إسقاط طائرة مسيرة أميركية.
بالمقابل أعلن الجيش الأميركي مؤخرا في بيان أن 12 مقاتلة متطورة من طراز “إف -35” وصلت إلى الشرق الأوسط بهدف ردع الهجمات الإيرانية على السفن التجارية في الخليج.